بدأت قوات الشرطة الانسحاب من محيط ميدان التحرير إلى الشوارع الجانبية، وسادت حالة من الهدوء الحذر في الميدان بعد ساعات من الاشتباكات المتواصلة بين الأمن ومئات الشباب المتظاهرين، أسفرت عن إصابة 14 متظاهرًا تم نقلهم إلى المستشفيات، فيما أجريت الإسعافات الأولية لنحو 50 آخرين بالميدان، فيما اعتقلت قوات الأمن 7 آخرين.
واعتصم نحو ألف متظاهر بميدان التحرير، مؤكدين عدم فض اعتصامهم إلا بعد الإفراج عن الشباب المعتقلين، في الوقت الذي طالب فيه الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم المتظاهرين بإعطاء الفرصة لقوات الأمن حتى تتمكن من الانسحاب.
وفي بيان رسمي أكد اللواء منصور عيسوى وزير الداخلية "التزام قوات الشرطة الحكمة وأقصى درجات ضبط النفس في تعاملها مع الأحداث التي يشهدها ميدان التحرير حاليًّا، مع العمل على تأمين المناطق المحيطة بالميدان والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة من أي أعمال تخريبية" على حد تعبير البيان.
جاء ذلك عقب اجتماع عقده وزير الداخلية الأربعاء بكبار قيادات وزارة الداخلية؛ للوقوف على الموقف بميدان التحرير.
ميدان التحرير امتلأ بالشباب الذين اشتبكوا مع الشرطة |
وأضاف مساعد وزير الصحة أن مستشفى المنيرة العام استقبل 8 مصابين، وأحمد ماهر 3 مصابين، ومعهد ناصر مصابين اثنين، والعجوزة مصابًا واحدًا.
وأشار عدوي إلى أن الإصابات حدثت نتيجة التراشق بالحجارة، واستنشاق الغاز المسيل للدموع؛ وهو ما أدى إلى حدوث حالات اختناق.
وسبق ذلك مطاردة قام بها بلطجية لعدد من صحفيي وسائل الإعلام المختلفة، وتم الاعتداء على بعضهم واختطاف أجهزة التصوير وتحطيم بعضها، بينما يتوافد عشرات البلطجية إلى الميدان مستقلين سيارات نقل تحمل المولوتوف والأسلحة البيضاء والعصي.
وقالت د. رانيا سالم معيدة بجامعة القاهرة وإحدى شهود العيان إن قوات الأمن قامت بإلقاء القبض على أكثر من 20 بلطجيًّا اندسوا داخل المظاهرة أثناء قيامهم بإلقاء المولوتوف على وزارة الداخلية وقوات الأمن، موضحة أن عشرات البلطجية يديرون ما أسمتها "المهزلة".
ورصد (إخوان أون لاين) عددًا من البلطجية داخل الميدان يتعاطون أقراصًا مخدرة؛ لمواجهة قوات الأمن، وعندما حاول مراسلنا التقاط صورة لهم قاموا بمطاردته ومحاولة الاستيلاء على جهاز المحمول الخاص به.