أكد الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم وخطيب الجمعة بميدان التحرير أن ثوار مصر وشعبها يسئمون جملة "الجلوس على مائدة المفاوضات" التي تضيع الحقوق كما ضيعت القضية الفلسطينية، وما يريده الشعب من ثورته هو المشاركة الفعالة في تحديد مصيره، وتحقيق ما يريده الشعب من ثورته ومن أهم مطالب الثورة: محاكمات النظام البائد، والثأر للشهداء بمحاكمات عاجلة وعادلة.
وقال: "لا يريد الشعب أن يخير بين أمرين؛ إما محاكمات عسكرية لا يرضاها الشعب، أو محاكمات مدنية تعاني من إجراءات قديمة وقوانين بالية، تجعلنا ندور في حلقة مفرغة، وتجعل منها مسلسلات كارتونية ننتظر في آخر كل حلقة ما سيدور في الحلقة القادمة، أو تجعلنا نريد "مفتش كرومبو" يبحث عن الجاني رغم أن الجاني معروف لدى كل المصريين".
وأضاف أن قطرةً واحدةً من دماء شهداء الثورة هي أغلى وأثمن من كل كنوز الأرض، ولا نقبل بغير القصاص بديلاً، ونريد محاكماتٍ قضائيةً تختص كل النظام البائد بإجراءات عاجلة وعادلة، مع حبسهم حبسًا احتياطيًّا حتى تثبت عليهم الجرائم، أو تثبت براءتهم حتى لا يفسدوا في البلاد، أو يحاولوا الوقيعة بين جموع الشعب، وعلى رأس هؤلاء المتهمون بقتل الثوار المصريين الذين يحاربون الثوار بالشائعات المغرضة.
وطالب بمحاكمة كل المسئولين في النظام البائد بتهم الفساد السياسي التي أفسدت البلاد والعباد، تلك التهمة التي لم تدرج على قائمة الاتهامات، واقتصرت تهمهم على إهدار المال العام، والتي هي أقل تهمة يمكن أن يحاسبوا عليها.
وشدد على ضرورة الاتفاق والتعاون والتكاتف في محاربة هؤلاء الفاسدين، وحتى تكتمل الثورة، ونصل بها إلى برِّ الأمان، مطالبًا بالالتفاف تحت راية "مصر"، ونبذ كل الانتماءات الفكرية لأي من التيارات وتجاوزها ليكون انتماؤنا الوحيد هو "مصر".
ودعا المسئولين على رأس الحكومة الحالية أن لا تكون قراراتهم بعقلية النظام البائد، بل تكون بعقلية الثورة، موضحًا أنه لم يكن هدف الثورة هو تغيير أشخاص وإنما تغيير نظام يحكم، وعقل يفكر، وليس معنى ذلك التفريط في المحاكمات، بل محاكمات معادلة والقصاص لدماء الشهداء.
وأدى الثوار عقب صلاة الجمعة صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورات العربية، في ليبيا واليمن وسوريا.