بعد انتهاء مؤتمر طلاب الإخوان المسلمين الأول بعد الثورة علت الابتسامة وجوه الطلاب؛ لما حققه المؤتمر من نجاح، وسط انبهار من جودة التنظيم وروعة الأداء، وإيجابية الطلاب في أول مؤتمر علني يضم طلاب 30 جامعة حكومية وخاصة.
الطلاب أكدوا لـ(إخوان أون لاين) أن شعورهم بطعم الحرية ونسيمها في ظلال ثورة 25 يناير، ورغبتهم الحثيثة للمساهمة في بناء وطنهم هو ما دفعهم للتفكير في تنظيم مثل هذا المؤتمر الحاشد الذي يضم عشرات القيادات والشخصيات التي لها عظيم الأثر في نفوس الطلاب، ما دفع الطلاب للاستزادة بعلم تلك الشخصيات في مثل هذا المؤتمر الذي كان انعقاده بمثابة حلم بعيد المنال قبل الثورة.
من جانبها، وصفت الطالبة عبير أبو عميرة "جامعة المنيا" أن مؤتمر طلاب الإخوان المسلمين الأول بعد الثورة هو مؤتمر منظم للغاية، ويُحمل الطلاب والطالبات مسئوليات كبيرة على أعناقهم، بما يجب أن يبذلوه من الجد والاجتهاد.
وأضافت أن تكريم المتفوقين في المؤتمر أعطى دفعة قوية للحرص على التفوق ونهضة الوطن؛ لذا يجب أن يتكرر انعقاد هذا المؤتمر مرتين؛ مرة مع بداية العام، ومرة مع بداية الفصل الدراسي الثاني؛ لمتابعة الفعاليات التي يتبناها الطلاب في خدمة مصر والنهوض بها.
وأشارت أماني عطا "جامعة بنها" أنها شعرت بعزة الدين، وفخر بشباب مصر الذين يسعون للنهوض بها خلال المؤتمر، وأنه مهما طال الظلام فلا بد من أن يأتي يوم ويعلو صوت الحق.
وأكدت أنها شعرت بصعوبة الواجب الملقى على عاتقها؛ خاصة بعد كلمة فضيلة المرشد
د. محمد بديع، وأن هناك تقصيرًا من جانب الطلاب، ووجهت دعوة للطلاب قالت فيها: "علينا العمل بشكل غير عادي في الفترة المقبلة؛ لنهضة مصر والأمة الإسلامية، خاصة أن العمل لنهضة مصر لا يعطل عن التفوق مطلقًا".
وأكد علي نادي "جامعة أسيوط" أن الحرية والانفتاح بعد ثورة يناير سمحت بمعرفة مكان المؤتمر وموعده قبلها بفترة كافية، وسمحت بترتيبات كافية؛ ما جعل المؤتمر يبدو في صورة جيدة من تنوع للفقرات والمضمون، وتقديم مشاريع تنموية؛ مما جعلنا لا نشعر بالملل، بل ازددنا حماسة للعمل.
وعقبت غادة صلاح، مسئولة الجامعات الخاصة، قائلة: "إن هذا المؤتمر جعلنا نتنسم أجواء الحرية التي افتقدناها في الجامعات أثناء العهد البائد، مشيرة إلى أن كلمة فضيلة المرشد بعد عرضه لواجبات الطلاب نحو جامعاتهم ومن ثم بلدهم ألقت بالمسئولية التربوية على أعناقنا كمسئولين".
وأضافت أن المؤتمر خلق حالة من التعارف والتآلف بين الطلاب والطالبات الذين أتوا من جميع محافظات مصر؛ لذا نرجو أن يتم تكرار مثل هذه الأعمال المركزية التي تجمع الشباب؛ لتبادل الخدمات وتعارف الطلاب.
وأشارت هناء المزغوني، عضو لجنة الدعم الفني المركزي، إلى أن هذا المؤتمر نعمة من الله على مصر؛ لتوحيد طلاب الجامعات، ففي العهد البائد كان الطلاب يتذللون لإدخال مطوية أو لافتة إرشادية.
وأضافت أنها تذكرت في لحظة دخولها لقاعة المؤتمر كلمة فتحي سرور- رئيس مجلس الشعب المنحل– التي وجهها لنواب الإخوان في المجلس السابق قائلاً بسخرية: "هتوحشونا"، وكأن الله بدل من حال إلى حال.
وأكدت أن كلمة فضيلة المرشد جعلت الطلاب يستشعرون عظم المسئولية، وأنه يجب ألا ننام، ونعمل ليل نهار؛ حتى يشعر الناس بأن الإخوان يريدون مصلحة مصر، وتربية نشء صالح.
وأوضح محمد مصطفى، جامعة الأزهر، أن أول ثمرة من ثمار الثورة لطلاب الجامعات هو هذا المؤتمر الذي يضم أكثر من 3000 طالب وطالبة، يلتقون قيادات الجماعة في مكان مفتوح، ويردون على الشكوك التي تدعي وجود مشاكل بين الشباب والقيادات.
وأكدت مروة الدستاوي، جامعة المنصورة، أنه بالرغم من أن هذا المؤتمر ليس حدثًا جديدًا على الإخوان، وإنما هو الفريد والأول من نوعه بعد الثورة، ما جعلنا نستشعر وكأننا "شددنا خطًّا" وسنبدأ مرحلة وحقبة جديدة في تاريخ العمل الدعوي والنهضوي؛ ما دعانا لأن نشمر عن سواعدنا، ونبدأ حياة مختلفة نعمل فيها بكل طاقاتنا.
وأضافت أن المؤتمر علَّمنا أن أعمالنا وعلاقاتنا وتصرفاتنا يجب أن تأخذ منحنى جديدًا؛ من حيث الاندماج مع المجتمع بكلِّ طوائفه وقبول الرأي الآخر، موضحة أن المؤتمر ليس مجرد حملة، وإنما هو نهضة مجتمع تبدأ بتدشين المشروعات اليوم، وستستمر باستمرار المشاريع التنموية في المجتمع المصري، فالحملات السابقة، مثل: "راقي بأخلاقي" كانت تعتمد على المعنويات، إلا أن حملة "بناء" اليوم أخرجتنا من بوتقة البناء النفسي لبناء الأمة ككل بشكل مادي ومعنوي معًا.
ولفت بلال أحمد، جامعة الأزهر، أنه بمجرد دخوله القاعة لم يستطع قول شيء سوى: "سبحان الله"؛ لأن هذه القاعة هي نفسها التي كان يعقد بها مؤتمرات الحزب الوطني المنحل، متسائلاً: "أين هم الآن؟!".
وقال: إن المؤتمر أضاف إلى العمل الطلابي أعباءً أخرى غير الدراسة؛ منها الدعوة وقيادة المجتمع للأفضل، وتوعية الناس، وأضاف أن مثل هذه المؤتمرات تعيد الهمم للعمل والنجاح؛ لذا لا بد من مراعاة تكرارها، لا من حيث الكم فقط، وإنما بالنظر للكيف أيضًا، فاللقاء بالقيادات تعلي الهمم، وتذكرنا بواجبنا نحو الوطن.