- برنامج الحرية والعدالة يسعى لحل العشوائيات وإعادة التخطيط العمراني
- نهدف لتحسين الأداء الشرطي للحد من البلطجة وانتشار المخدرات
حوار: سماح إبراهيم
انتخابات 2010 أولى تجاربه الانتخابية، وصل فيها إلى مرحلة الإعادة في الجولة الثانية، وحينها بدأت الإغراءات الأمنية تنهال عليه للاستمرار في انتخابات الإعادة، بعد قرار الإخوان بمقاطعتها، إلا أنه لم يستسلم لتلك الضغوط ورفض المشاركة في الانتخابات بعد التزوير الفاضح الذي شهدته جميع الدوائر الانتخابية.
وأصبحت مهمته هي التوعية السياسية لأبناء دائرته، وتعريفهم أسباب عزوفه عن المشاركة في انتخابات 2010، وأن التنافس الانتخابي لم يعد شريفًا وخاليًا من المصداقية والشفافية، وأن الغرس الطيب لا ينبت فروعه في غابة مليئة بالأشجار الخبيثة لفلول الوطني.
إنه كمال مهدي، رئيس قسم صيانة أجهزة المعامل بالهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات وعضو اللجنة النقابية للعاملين بالهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات ومرشح حزب الحرية والعدالة على المقعد الفردي "عمال" بدائرة (الشرابية والزاوية الحمراء).
(إخوان أون لاين) حاور كمال مهدي؛ للتعرف على برنامجه الانتخابي، وما الجديد الذي سيقدمه حزب الحرية والعدالة لرجل الشارع، وأسئلة عديدة سنجد لها إجابةً في سطور الحوار التالي:
* ما الهدف من ترشحك لمجلس الشعب 2012؟!
** المشاركة في بناء مصر الجديدة بعد سنوات عجاف من الظلم والقهر والفساد في ظل النظام المخلوع, فالمصريون جميعهم هم اتحاد ملاك مصر؛ حيث نسعى من خلال هذا الاتحاد لوضع مصر في قائمة البلاد المتقدمة، والعبور بها خلال هذه المرحلة الحرجة التي تحياها الآن، ولذا تقدمت بأوراقي على المقعد الفردي "عمال" لأمثل أبناء دائرتي بشكل جدي داخل البرلمان الثوري الجديد.
* تحتوي دائرتك على العديد من المناطق العشوائية، كيف يمكن تطبيق برنامج الحزب لحل مشكلة العشوائيات بالدائرة؟
** العشوائيات ومخالفات البناء من أهم المحاور التي تشغل برنامج حزب الحرية والعدالة، في مجال الإسكان والبنية التحتية وتطوير مجال الإسكان يتطلب الأمر إعدادًا وتنفيذًا للسياسات العامة المشجعة على تفعيل الحراك الإسكاني (مرونة تداول الوحدات السكانية ذات المساحات المختلفة، حسب احتياج الفئات العمرية والاقتصادية المختلفة)، من خلال آليات التمويل العقاري الإسلامي واللوائح والنظم الميسرة لهذا الحراك.
وبناءً على رؤية الحزب سنقوم بإنشاء مساكن ومنشآت ومرافق قليلة التكلفة ومتوافقة مع البيئة، والتي تعتمد على مواد البناء المحلية والتقنيات الجديدة، وإعادة تخطيط المناطق العشوائية.
* الفتن الطائفية وانتشار البلطجة والإدمان.. من أهم مشكلات الدائرة؛ ما رؤيتك التشريعية للقضاء على مثل هذه المشاكل؟
** تعاني الدائرة من بعض المشكلات المزمنة؛ فدومًا كان حي الزاوية والشرابية مأججًا بالفتن، وتربةً خصبةً لزرع بذور الفتن، ولكن استطاع الحزب وأْدها بإنشاء لجنة "فض المنازعات" بين مسلمي الحي وأقباطه؛ لإخماد نيران الفتنة قبل إشعالها، وتضم لجنة فض المنازعات عددًا من القساوسة والشيوخ، وإيجاد حلول لبعض الأزمات التي قد يتعرض لها الأهالي ومعالجتها قبل أن تتفاقم، بالإضافة إلى سلسلة للزيارات واللقاءات المتبادلة بين مرشحي حزب الحرية والقساوسة بالكنائس ومقار حزب الحرية والعدالة بالشرابية والزاوية؛ بغرض التعرف على برنامج الحزب ودعم مجهودات الإخوان بلجان الحزب.
وفيما يخص انتشار ظاهرة البلطجة وانتشار المخدرات فدوري التشريعي كنائب داخل البرلمان هو المشاركة في وضع تعديلات دستورية؛ من شأنها الحد من ظاهرة البلطجة وتشديد العقوبة على تجارة المخدرات، وسنّ قوانين رادعة للقضاء على الظاهرة المتفشية في المجتمع المصري بشكل عام ودائرتي بشكل خاص.
* ما تصوراتكم لتحسين أوضاع العمال؟
** مصر تعاني من مشكلة اقتصادية، ولتمنية موارد الدولة وتلبية احتياجات العمال وتحقيق مطالبهم لا بد من وضع سياسات من شأنها النهوض بنقابات العمال الفرعية، وإنشاء نقابات مستقلة، بالإضافة إلى تعديل اللائحة العمالية بتحديد حد أدنى للأجور لا يقل عن 1200 جنيه، وفي المقابل يزيد العامل من كفاءته الإنتاجية لتحقيق التوازن المطلوب، ولتقليل عجز الميزانية العامة للدولة، وحل إشكالية عجز الموارد السيادية للنقابات، والحد من سياسات الاحتكار لأصحاب رءوس الأموال على العاملين بالشركات التابعة لهم، كما أن استثمار موارد الدولة وإيجاد فرص عمل جديدة محور مهم لتشجيع المشاريع الاستثمارية بالداخل والخارج.
وعن تطوير الأداء المهني للعمال يسعى الحزب للتوسع في إنشاء مدارس عمالية متخصصة في المجالات الصناعية والتجارية لتطوير الأداء المهني للعامل ورفع كفاءته المهنية.
* ما الجديد الذي يقدمه الحرية والعدالة لرجل الشارع العادي؟
** يهتم برنامج حزب الحرية والعدالة بتنمية الإنسان وتعزيز رجل الشارع وإعادة حقوقه المسلوبة بنهضة شاملة، فإذا ما طبقت الأهداف والمحاور والإستراتيجيات التي وضعها صفوة من المتخصصين والأساتذة والفنيين، الذين قاموا بتجريب هذا البرنامج بشكل جزئي في معظم النقابات الفرعية والجمعيات المدنية، وأثبتت نحاجًا كبيرًا وتغييرًا جذريًّا في الأداء النقابي والخدمي، ويشهد المجتمع بأكمله على مدار 82 عامًا بالضغوط الأمنية والافتراءات الإعلامية التي تعرض لها الإخوان لمحاربة ذيول النظام البائد والمفسدين، وأعتقد أن رصيدنا الاجتماعي يكفي في قلوب أبناء الشارع المصري.
* تخليتم عن العمال ومطالبهم، وقلتم إنها مطالب فئوية؛ فكيف ستمثلونهم داخل البرلمان؟
** لم نتخلَّ عن مطالب العمال أو نستخف بها، ولكن المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد تسلتزم تحكيم العقل في ظل تصاعد الاحتجاجات في جميع القطاعات؛ مما تسبَّب في تعطيل الإنتاج، وتهديد بعض الشركات بالإغلاق؛ فالمطالبة بالحقوق لا تتعارض مع المصلحة العامة للوطن، والثورة قامت من أجل التغيير السلمي.. التغيير الذي لا يؤثر بالسلب في الاقتصاد المصري، ويؤدي لفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي للبلاد، وسنظل نطالب بحقوقنا المشروعة ونضغط بكل الأشكال السلمية حتى ننالها كاملةً.
* يقول البعض إنكم نواب لم يركم أحد إلا في الانتخابات.. ماذا عن طبيعة علاقتك بأهالي الدائرة؟
** لست مرشح "باراشوت"؛ فأنا ابن حي الزاوية, تربيت هنا، وشاركت في تأسيس أكثر من جمعية خيرية، كما أنني أحد أعضاء لجنة فض المنازعات؛ "لحل مشاكل الدائرة في حال حدوث أي مشكلة بين مسلمي الزاوية وأقباطها، بالإضافة إلى مشاركتي في العديد من قوافل العمل الخيري الداعمة للفقراء والمحتاجين بالشرابية والزاوية الحمراء، وعملت كعضو للحركة الشعبية لمكافحة الغلاء، وشاركت في العديد من المؤتمرات والوقفات لمناصرة القضايا القومية والوطنية.
* كيف ترى الصراع بين حزب الحرية والعدالة وحزب الأصالة وحزب النور "بالدائرة الأولى"؟
** بالعكس.. لا يمكن وصف المنافسة الشريفة بالصراع, فكلٌّ منها يكنُّ للآخر مشاعر حب واحترام، وقد قمنا بعقد ميثاق شرف بين الحزبين على مستوى الدائرة، يسعى للتعاون بين كلا الحزبين، ووضع أطر من شأنها ضبط الإيقاع الانتخابي؛ بما يحقق التضافر من أجل مصلحة الدائرة وعدم الانسياق وراء النزعات الحزبية وتحقيق الاحترام المتبادل بين الأحزاب.
* رسالة توجهها لمرشحي برلمان 2012م.
** الفرصة أمامنا لإثبات أننا نخوض الانتخابات القادمة بنزاهة وحيادية، وأن ثورة 25 يناير آتت ثمارها، والشعب المصري استطاع تطهير البلاد من فساد الحزب الوطني البائد، وإحلال برلمان قادر على تلبية احتياجات أبنائه، وأن نتكاتف كمرشحين بمختلف تياراتنا السياسية؛ لبتر حالات التزوير والرشاوى أو السكوت عن أي تجاوزات انتخابية، وأن يقدم البرلمان سياسات ومشاريع تقود الأمة لنهضة حقيقية.
* يدَّعي حزب الحرية والعدالة أن لكل مشكلة حلاًّ، وكأن الإخوان يمتلكون عصا سحرية.. من أين جئتم بهذه الثقة؟!
** العصا السحرية التي يمتلكها الإخوان هي رصيد الثقة التي يحملها الشارع المصري للإخوان المسلمين؛ فالحزب ليس وليد اللحظة، والحراك المجتمعي والسياسي والاقتصادي للإخوان معروف منذ ما يقرب من 82 عامًا، وإرادة جماعة الإخوان المسلمين لتطبيق برنامجهم النهضوي "برنامج الحزب" تمَّ وضعها من خلال المتخصصين وأساتذة وفنيين في مختلف المجالات، وتم تطبيقها في العديد من النقابات الفرعية والجمعيات الخيرية وجمعيات المجتمع المدني وأثبت نجاحها بجدارة.
* كلمة توجّهها لأبناء دائرتك.
** نحن أمام فرصة ذهبية؛ لنثبت للعالم أن المصريين أصحاب قرار، وأن الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد تفاعلاً إيجابيًّا للتضييق على فلول الوطني، من ظهور أي مظهر من مظاهر الزيف أو البلطجة وحماية العملية الانتخابية، وأن يعطي كل فرد منا صوته لمن يستحق، لا لمن يدفع أكثر.