- أجور العمال والعقود المؤقتة في مقدمة الاهتمامات داخل البرلمان

- من لا يملك غذاءه لا يملك قراره.. والاكتفاء الغذائي واجب

- أرفض أي مزايدات على المرشحين.. وأرحِّب بالتنافس الانتخابي

 

حوار: إيمان إسماعيل

كأنك تحاور العامل المثالي أو ترى العامل المصري كما ينبغي أن يكون.. هذا أول ما تلحظه في خالد حسن، مرشح حزب "الحرية والعدالة" على المقعد "الفردي- عمال" بدائرة مصر الجديدة والنزهة والشروق وبدر.

 

ويبلغ خالد حسن عبد الوارث من العمر 51 سنة، وهو متزوج ولديه 6 أبناء، وحاصل على دبلوم فني صناعي، وبكالوريوس إعلام للتعليم المفتوح بجامعة القاهرة لعام 2010، والآن هو مدير إدارة بشركة "تاون غاز" للغاز الطبيعي.

 

وتعد هذه المرة الأولى له التي يخوض فيها انتخابات مجلس الشعب، فكان لـ(إخوان أون لاين) الحوار الآتي معه:

 

* هذه هي المشاركة الأولى لك في الانتخابات البرلمانية.. فهل الثورة هي الدافع؟

** بالتأكيد، فالثورة فتحت أبواب الحرية على مصراعيها، ولاح للجميع بريق أمل النهضة والتقدم، فكان لا بد أن نشارك في صناعة مصر من جديد، حتى نزيل سنوات الغمة التي طالما عشناها لسنوات طوال.

 

بالإضافة إلى أن دور نائب مجلس الشعب محوري وأساسي في منظومة النهضة والبناء؛ وذلك لما يتمتع به من دور تشريعي ورقابي على الحكومة والمجالس المحلية وغيرها؛ فهو دور مهم ومؤثر في مرحلة النهضة، فأردت أن أشارك فيه بعد الثورة.

 

* وما المؤهلات التي رشحتك إلى البرلمان؟

** لي تجربة مميزة في العمل العام خلال السنوات الماضية، وقد خضت من قبل انتخابات نقابة العمال في عام 2006م، وانتخابات المحليات في عام 1992م، ولديَّ مهارات وإمكانات اجتماعية وعملية كبيرة.

 

* وما البرنامج الذي تسعى إلى تطبيقه في البرلمان القادم؟

** سنجتهد بإذن الله في تطبيق برنامج حزب "الحرية والعدالة" لمصر كلها، مع الاهتمام بالبرنامج الانتخابي الذي أقدمه لدائرتي، وبرنامج الحزب شامل لكل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسنسعى إلى أن نأخذ بالأسباب لأقصى درجة، والنتيجة على الله عز وجل، وكلي ثقة في جماعة الإخوان المسلمين؛ أنهم لن يتركوا أي سبيل لتحقيق رفعة هذا الوطن إلا وسيلجئون إليه.

 

وأحب أن أوضح لبسًا عند كثير من المواطنين، وهو أن دور مجلس الشعب تشريعي ورقابي، وليس الدور المنوط به حل المشكلات، وإنما هو دور المحليات التي سيراقب عليها نواب مجلس الشعب.

 

تفاوت الأجور

* بصفتك مرشحًا على مقعد العمال.. ما رؤيتكم لعلاج مشاكل العمال المتلاحقة؟

** مشكلة أجور العمال المتفاوتة ستكون على رأس أولوياتي بإذن الله إذا وفّقنا الله في النجاح في هذا البرلمان؛ حيث هناك من يحصل على أجور ضئيلة جدًّا، وغيرهم يحصل على أجور مرتفعة جدًّا، فمهمتنا الأساسية هي كيفية علاج ذلك الفارق الضخم، والذي هو السبب الأساسي وراء احتجاجات العمال المتتابعة.

 

وفي مرحلة ثانية سننظر بإذن الله في مشكلات العقود المؤقتة للعمال، والتي تتضرر منها فئات كبيرة في المجتمع.

 

 الصورة غير متاحة

 خالد حسن أثناء الحوار

* وما الهدف الذي ستسعى إلى تحقيقه في هذا البرلمان؟

** بما أن الذي لا يملك غذاءه لا يملك قراره، وكما قال الشيخ الشعراوي: "ما لم يكن غذاؤنا من كفنا فلن يكون قرارنا من رأسنا"، فإنني أتمنى أن تتضافر الجهود لتوفير أرض لكل شاب في كلية الزراعة، وأن نوفر له كل الوسائل الممكنة في ذلك، والتي تجعله ينتج في هذه الأرض؛ حتى لا تتحكم فينا أي بلد.

 

وسأسعى إلى دفع الجهات المختصة إلى أن تقوم بتوظيف شباب الخريجين؛ حتى نحفِّزهم على بناء أنفسهم بأنفسهم، وحتى تكون لنا الريادة بإذن الله.

 

* وما أهم مشكلات دائرة مصر الجديدة في رأيك؟

** هناك بعض المشكلات المتفاقمة في الدائرة؛ لأنها متسعة وتضم أربعة أقسام كبيرة جدًّا؛ هي: "مصر الجديدة، النزهة، الشروق، وبدر"، سنقوم بحلها بكل الأدوات المتوافرة لنا في مجلس الشعب، من خلال التشريع، والمراقبة والمحاسبة لكل أجهزة الدول ولأعضاء المجلس المحلي؛ للقيام بدورها في توفير مختلف الخدمات لأهالي الدائرة.

 

فالبنسبة لمدينة الشروق فهي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة بها؛ مما يتطلب حلولاً جذريةً للتخلص من هذه المشكلة، التي تحتاج إلى تضافر مختلف الأطراف معًا في نفس الوقت، بدءًا بالحكومة المصرية القادمة، إلى جانب التعاون الجادّ من رجال الأعمال والشركات الخاصة، لتوفير الفرص المناسبة للشباب.

 

كما سنعمل على حل المشكلة المؤرقة التي يعاني منها أهالي مدينة الشروق من ضعف في الوجود الأمني؛ الذي أدى إلى تكرار عدد من الحوادث، كالسرقة والخطف، من خلال المحاسبة الدقيقة لأجهزة الشرطة هناك على التسيب الأمني، وتأكيد زيادة عدد أفراد الشرطة بالمدينة.

 

وكذلك تكاد تكون المواصلات من وإلى المدينة ضعيفة جدًّا، مقارنةً بكونها مدينة سكنية وليست على غرار المدن الأخرى بأنها مدينة صناعية؛ لذلك يحتاج ساكنوها من طلبة وموظفين إلى إنشاء سلسلة قوية للمواصلات تربطها بمختلف المناطق القريبة والبعيدة عنها، وتيسِّر عليهم الانتقال إلى كل المحافظات الأخرى.

 

بالإضافة إلى العمل على تكوين مشروعات صغيرة للارتفاع بمستوى عدد من مناطق الدائرة التي تقع تحت خط الفقر، وبشكل خاص في مناطق: ألماظة، والهايكستب، وعزبة المسلمين، إلى جبابين منطقة بدر.

 

بينما تعتبر أزمة الاختناقات المرورية على رأس أولويات الحزب بالكامل في أغلب دوائر القاهرة، وفي دائرة مصر الجديدة سنعمل على تفعيل دور إدارة المرور للتقليل من هذا الأمر؛ حتى يتسنَّى إعادة تخطيط للطرق لعمل انسياب مرور في الانتقال داخل الدائرة.

 

* كثيرًا ما يتردد أن حزب الإخوان يريد أن يستولي على البرلمان ومن ثمَّ الحكومة ثم مصر بأكملها.. فما ردكم على ذلك؟

** الآن نحن في موسم عصيب، والإعلام يريد أن يعطي صورةً سيئةً عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة؛ كالبرامج التي تأتي بمن يعيب في الجماعة، ولا تأتي بمن يرد على تلك الإساءات أو ذلك التجريح، على الرغم من أن ألف باء حيادية هي عرض وجهتي النظر.

 

أما تعمُّد البرنامج على أن يقصر العرض على وجهة نظر واحدة، فذلك يفقده المصداقية ويبعده عن الحيادية كل البعد، وذلك ليس بجديد عليهم؛ فمن المتوقع أن طوال فترة الانتخابات ستزيد الشائعات حول الإخوان كعادة وسائل الإعلام المغرضة.

 

ولو كنا نريد الاستيلاء على مصر كما يقولون لما سعينا بكل قوة إلى تماسك التحالف الديمقراطي، ولما جاءت أعضاء الأحزاب الأخرى على رءوس قوائمنا، وفي مواقع متقدمة فيها، فنحن نريد كل فئات المجتمع وطبقاته أن تشارك في ذلك المجلس تحديدًا، فهو أخطر مجلس في تاريخ مصر.

 

فنحن لا نسعى إلى سلطة، بل نسعى إلى أن ينعم الله على هذه البلد بالرخاء والتقدم والنهضة، على أيدي أناس تتقي الله عز وجل، سواءٌ كانوا من خارج الإخوان أو من داخلهم، لنحقق أهداف ثورتنا العظيمة.

 

على ثغر

* على ذكر الثورة، كيف كانت مشاركتكم بها؟

** النزول للميدان والاعتصام فيه كان تكليفًا لجميع الإخوان بلا أي استثناء، ونزل معي أبنائي وزوجتي في جمعة الغضب يوم 28 يناير، ولكني كنت بحكم عملي في شركة مدينة نصر للغاز الطبيعي أعيش في حالة طوارئ طوال فترة الثورة؛ حين كان "شِفْت" العمل به 5 أفراد فقط، فكان هناك أمانة علينا ألا نترك مواقعنا؛ حتى لا ينقطع الغاز عن المنطقة بأكملها، وكنت أشعر وقتها أني على ثغر آخر، فكنت أشارك في مليونيات الجمعة ثم أعود إلى عملي أو ثغري؛ للحفاظ على مصلحة الأهالي.

 

* وما أبرز المواقف التي أثرت فيكم وقتها؟

** صور الشهداء التي كانت معلقةً في ميدان التحرير؛ خاصةً البنت الصغيرة التي تسمى "سالي"؛ فشعرت وقتها أن ابنتي مكانها، وأن تلك الزهور التي ضحَّت بحياتها من أجل أن تتحرر مصر وتتقدم وتنهض لها حق علينا ألا نغمض أعيننا حتى نحقق طموحاتهم ونثأر لدمائهم، وهو ما زاد من الحمل فوق كاهلنا.

 

لا للمزايدة

* وهل من رسالة تحب أن توجهها إلى المرشحين؟

** أقول لهم: لا يُنسينا التنافس على البرلمان صدقنا، فلا نجمِّل أنفسنا ولا نكذب على الناخبين، بل يجب أن نكون واضحين وصادقين في الدعاية الخاصة بنا، فانتخابات مجلس الشعب لا تكون سببًا في أن نزايد على الناس، أو نقول كلامًا غير صحيح لتلميع أنفسنا، أو نقول كلامًا براقًا لا نستطيع تطبيقه.