- راضي: الترويج للعلمانية يفضح توجهات وسائل الإعلام ويسقط أقنعتها

- الغضبان: أسلوب المزايدات والتخوين يؤثر سلبًا على مسيرة الديمقراطية

- اللبان: العداء الإعلامي للإسلاميين يخدم الثورة المضادة في الداخل والخارج

- الشافعي: "التوك شو" حريصة على إشعال الحرائق أكثر من تنوير المواطن

 

تحقيق: الزهراء عامر

كان منطقيًّا قبل كل انتخابات أن تقوم وسائل الإعلام المملوكة والمحسوبة على النظام السابق، بشن هجوم على الإخوان المسلمين يصل للتشويه المتعمد باعتبارهم القوى الوحيدة التي كانت تواجه نظام مبارك، أما أن يتكرر نفس السيناريو بعد الثورة ويمتد الهجوم ليشمل كل الإسلاميين، فهو تطور يجب التوقف أمامه؛ لأن هذا يعيدنا مرةً أخرى إلى إعلام النظام المخلوع.

 

والذي ساعد هؤلاء في تنفيذ ضرباتهم المتتالية ضد الإسلاميين أيضًا، هو ضعف المنظومة الإعلامية التي تتبنى الفكر الإسلامي من جرَّاء سياسات النظام البائد القمعية والتضييقيّة، وإن ظهر للإسلاميين صحيفتان أو ثلاثة، ونفس العدد من الفضائيات أو أكثر، إلا أن هناك عشرات الصحف والفضائيات المروجة للفكر العلماني، والتي نالت شهرة كبيرة ورواجًا واسعًا إبَّان حكم المخلوع.

 

(إخوان أون لاين) تناول في هذا الموضوع أسباب تصعيد الهجوم ضد الإسلاميين:

 الصورة غير متاحة

 محسن راضي

 

بدايةً.. يقول محسن راضي عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: إن تحليل المحتوى الإعلامي المعروض في الفترة الأخيرة سواءً المقروء منه أو المرئي والمسموع، نجد أن هدف الإعلام في المرحلة الحالية هو تشويه صورة الإسلاميين، ومحاولة خلق حالة من التناحر بينهم، مضيفًا أنه لا يقوم بدور بناء ولا يريد أن يشارك مشاركة حقيقية في نهضة الأمة، ويتجاهل عمدًا استهداف حملات إعلامية لتحقيق أهداف الثورة والحفاظ على مكتسباتها، ويعمل على زرع روح اليأس والإحباط لدى المواطنين للكفر بالثورة وبمبادئها.

 

ويؤكد أن الإعلام الحالي لا يزال يُدار بعقلية النظام المخلوع، برغم محاولات القائمين عليه للتلون وتغيير جلودهم ليظهروا وكأنهم صناع الثورة، موضحًا أن مواقفهم من المشروع الإسلامي ومحاربتهم له والدعم والترويج اللامحدود للعلمانية تفضح توجهاتهم وتسقط أقنعة الثورة التي يتخفون وراءها.

 

ويضيف أن وسائل الإعلام الحالية ما زالت دليل النظام السابق، ولم يحاسب رجال ورموز الإعلام المنحرف بعد الثورة، وما حدث فقط هو قلب دون أن يأخذ دروسًا أو عبرًا من سابقيه ولا يمكن أن نطمئن له.

 

ويوضح أن أسلوب برامج "التوك شو" في التعامل مع القضايا المختلفة يعتبر مفسدةً تنعكس في بادئ الأمر على المواطن لتنسحب فيما بعد على المجتمع ككل، مبينًا أن ما يزيد من المشكلة ويشعل الأوضاع هو التنافس بين القنوات والبرامج المختلفة في الإثارة، وهو ما يدفع كل برنامج للبحث عن أكثر الوسائل التي تحقق هذه الإثارة بغض النظر عن الفائدة منها، فتقوم بعض البرامج بنصب الفخاخ لتيارات سياسية بعينها أو إلصاق التهم بالضيوف، ويظهر الأمر جليًّا في استقبال البرنامج لعدد محدود من المداخلات تصبُّ جميعها في اتجاه واحد.

 

تخبط إعلامي

 الصورة غير متاحة

السيد الغضبان

ويوضح الإعلامي السيد الغضبان أن هناك أخطاءً كبيرة ترتكبها العديد من وسائل الإعلام من التصعيد باتباع أسلوب النظام البائد في محاربة الإسلاميين وتشويه صورتهم، حتى وصل الحد إلى التخوين  والمزايدات؛ الأمر الذي سيؤثر بالسلب على مسيرة الديمقراطية.

 

ويوضح أن المرحلة الحالية تتسم بالتخبط والعشوائية في كل وسائل الإعلام بما في ذلك البرامج الحوارية، مرجعًا ذلك إلى سببين: أولهما التخبط الحكومي وعدم وضوح الرؤية، والثاني أن الثورة لم يكن لها قائد فما أن سقط مبارك إلا وتبناها الآلاف من الآباء غير الشرعيين، لكل منهم توجه وسياسة وأهداف مختلفة عن الآخر، لا تلتقي في أي من جوانبها مع الإرادة الشعبية، مشيرًا إلى أن أغلب الآباء غير الشرعيين ملاك لهذه القنوات التي تبث هذه البرامج فيستخدمونها لخدمة أهدافهم.

 

وحول تأخُّر المبادرات الخاصة بتوعية المواطنين بطبيعة الانتخابات القادمة يرى أن التخبط الذي تشهده اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات وعدم وضوحها والمماطلة في إعلان أسماء المرشحين وطريقة الانتخابات، لعب دورًا في عدم وضوح الرؤية الإعلامية، لأن الإعلام لا يحاول أن يبتكر.

 

الثورة المضادة

ويرى الدكتور شريف اللبان أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال، أن وسائل الإعلام التي تسعى للترصد وتشويه صورة بعض التيارات، عبر النشر المسيء أو المشوه واختلاق المعارك أو ترجيح آراء المناوئين للتيارات الإسلامية يخدم أهداف الثورة المضادة في تعكير وتسميم الأجواء السياسية، وخلق عداوات واحتقان سياسي لا يخدم هدف تجميع القوى السياسية في صفٍّ واحد لإنقاذ مصر في الفترة الانتقالية، والتحول لنظام ديمقراطي حقيقي يحترم الأغلبية ولا ينتقص من حقِّ الأقلية.

 

ويضيف أن الحملة الإعلامية غير المبررة على التيارات الإسلامية، مثل الهجوم على استفتاء تعديل الدستور الذي قال فيه 77% من المصريين كلمتهم مع الانتخابات أولاً ثم الدستور، والالتفاف على رأي هذه الأغلبية بطلب الدستور أولاً والتظاهر للضغط على المجلس العسكري لتنفيذ الدستور أولاً، وتأجيل الانتخابات فقط لأن المؤشرات تؤكد فوز الإسلاميين بنسبة كبيرة فيها، وسقوط القوى المناوئة لهم؛ هي تحريف للقيم والقواعد الديمقراطية المتعارف عليها.

 

ويؤكد أن حملة الترصد والترهيب الإعلامية ضد القوى الإسلامية لا تخدم سوى أصحاب الثورة المضادة في الداخل والخارج، من خلال إثارة مشكلات طائفية بتخويف الأقباط من الإسلاميين، وتصويرهم على أنهم وحش كاسر وخطر على الأقليات، موضحًا أن ذلك يؤدي إلى تأجيل الانتخابات، وتمديد فترة الفوضى السياسية والأمنية.

 

فضائيات الأحزاب

ويبين الكاتب الصحفي محمد الشافعي أن القائمين على برامج "التوك شو" حريصون كل الحرص على إشعال الحرائق أكثر من حرصهم على تنوير المواطن المصري، بدعوى التنافس والصراع على السبق الإعلامي، لتأتي بالشاذ والمثير من وجهة نظرهم.

 

ويضيف "يجب على وسائل الإعلام تهيئة الرأي العام للانتخابات البرلمانية؛ لأننا عشنا في عهد من أبغض أنواع الديكتاتوريات، التي زرعت الشكل الديمقراطي في مؤسسات "ماكتية" مثل مجلس الشعب والشورى والمؤسسات الصحفية".

 

ويؤكد أن الكتلة التصويتية الأمية التي تصل إلى 20 مليون أمي من الممكن استمالتها في أي اتجاه، موضحًا أنه لا بد أن يكون للإعلام دور في جذب المواطن البسيط لممارسة دوره في العملية الديمقراطية بإيجابية، وكذلك توعيته حتى لا يقع تحت وطأة أي ضغوطات أو السير نحو الشعارات البراقة؛ حتى يفرق بين الغث والثمين فيما يقدم إليه.

 

ويبين أن مصر تحتاج إلى جهد كبير للحفاظ على الشكل الائتلافي من المشاركين في العملية السياسية بشكل مباشر والمواطنين بشكل غير مباشر، مطالبًا المتكالبين على الميكروفونات والشو الإعلامي أن يذبحوا شهوة الكلام ويغلبوا مصلحة الوطن.

 

ويرجع أسباب شن وسائل الإعلام هجومًا على جماعة الإخوان المسلمين إلى استغلال بعض الكلمات التي تخرج بدون قصد وتضخيمها على أنها آراء ووجهات نظر للجماعة، فضلاً عن الثقة الزائدة للإخوان بما لديهم من كوادر رائعة.

 

ويؤكد أن بعض الأحزاب تمتلك العديد من القنوات الفضائية التي يمكن استخدامها كوسيلة ضغط إعلاني لصالح الحزب والترويج له في الانتخابات؛ ولكن هذا لا يؤثر في الجماهير التي ما زالت تنتظر برامج حقيقية ومفيدة للأحزاب قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وليس مجرد دعاية وهمية مثلما كان يفعل الحزب المنحل.