- الدستور توافقي حتى لو حصلنا على الأغلبية

- 4 شخصيات عامة من خارج الإخوان على قوائمنا

- الشعب الذي قام بثورة حضارية قادر على حماية الانتخابات

 

حوار: أحمد سيف النصر

لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات في الفيوم؛ فلا تكاد تخلو جلسة من الحديث عن الانتخابات المقبلة، وبالطبع عن أقوى المرشحين فيها، وفي مقدمتهم حزب "الحرية والعدالة" ومرشحوه، ومن ثم كان لنا هذا الحوار مع الدكتور أحمد عبد الرحمن أمين حزب "الحرية والعدالة" بالفيوم، والمرشح على رأس القائمة بالدائرة الأولى التي تضم بندر ومركز الفيوم وإطسا وطامية، لنطرح عليه تساؤلات شارع الفيوم ونتعرف على برنامج الحزب هناك، فإلى تفاصيل الحوار:

* سمعنا كثيرًا عن التحالف وعدد الأحزاب المشاركة فيه ثم توالى انسحاب الشركاء حتى أصبحت قائمة الحزب في دائرة بندر الفيوم مقصورة على مرشحي الحزب فقط؟

** التنسيق فيما يخص التحالف كان مركزيًّا على مستوى الجمهورية، والمحافظة كانت ملتزمةً بالأسماء التي ترسلها لها اللجنة التنسيقية للتحالف، وهم لم يرسلوا للفيوم أي مرشح تنطبق عليه معايير اختيار المرشحين، ونحن التزمنا بما اتفق عليه التحالف.

 

وستجد بالقائمة شخصيات عامة من غير أعضاء الإخوان، وإن كانوا من أعضاء الحزب، ما يؤكد أن الجماعة تسعى إلى المشاركة لا المغالبة، وقد وقع اختيارنا على عددٍ من الشخصيات العامة المشهود لها بالكفاءة والسمعة الحسنة؛ مثل د. سامي سلامة أستاذ القانون، وناصر عباس عقيد الشرطة السابق، والمحاسب سيد جبر، والمهندس أسامة يحيى، وهم من أعضاء الحزب.

 

* ولكن ثمة انتقادات عديدة موجهة لقائمة الحزب ببندر الفيوم؟

** إذا كانت الانتقادات من أحزاب وتيارات منافسة فأرجو أن يهتموا بأنفسهم وقوائمهم، وبالتأكيد يسعدهم ضَعف قوائمنا، ونؤكد للأهالي أن القائمة تضم نخبة من عقول الفيوم من مختلف الخبرات والتخصصات؛ فمنهم الطبيب والمهندس والمحاسب والعامل والفلاح والمعلم وأستاذ الجامعة؛ فقد راعينا أن تضم قوائمنا مختلف الخبرات، كما راعينا التنوع الجغرافي حتى نقوم بتغطية جميع أنحاء المحافظة.

 

* أنتم دائمًا متهمون باستخدام الشعارات الدينية في الانتخابات؟

** شعارنا في الانتخابات "نحمل الخير لمصر"، وهو شعار اتفق عليه التحالف، ونحن لم نتخل عن شعار "الإسلام هو الحل"؛ لأنه شعار سياسي، وليس دينيًّا، كما حكم بذلك القضاء الإداري؛ لكننا ملتزمون بشعار "نحمل الخير لمصر" من خلال رؤيتنا الإسلامية كما اتفق التحالف.

 

استغلال أعمال البر

* وماذا عن استغلال أعمال البر للجماعة في الدعاية الانتخابية؟

** أعمال الخير للجماعة متواصلة منذ ما يقرب من ثمانين عامًا، ولم نستخدمها في أي دعاية انتخابية، وهناك فصل تام بين عمل البر والعمل السياسي؛ لكن إذا قام مواطن بانتخابي؛ لأنه يرى أعمالي ونشاطي المجتمعي فلن يلومه أحد.

 

* ما صحة ما ردده البعض بأن اختيارات الحزب للمرشحين تسببت في انشقاقات داخل الجماعة؟

** نحن الحزب الوحيد الذي لم يجد مشكلة على الإطلاق في الترشيحات وترتيب القوائم؛ فمعظم مَن وقع عليهم الاختيار كانوا يرفضون، وكانت المشكلة أن مَن نفرض عليه أن يكون المقدمة يطلب أن يكون متأخرًا لأن الناس تعتقد أن العمل مَغْرَم وليس مغْنمًا، وأمانة أمام الله عز وجل؛ لذلك لم يحدث أي انشقاق أو اعتراض داخل الجماعة.

 

* ما معايير اختيار الحزب للمرشحين؟

** وضعنا معايير للاختيار وهي الكفاءة والأمانة؛ بالإضافة إلى حسن السمعة والوجود الشعبي والخدمي للجماهير، وهي تطبق على جميع أعضاء الحزب سواء كانوا من الجماعة أو خارجها..

 

* ألا يقلقك ظهور بعض القوى الجديدة على الساحة السياسية بالفيوم؟

** بالعكس؛ فنحن نرحب بأي قوى سياسية جديدة توجد على الساحة، وهو ما سيزيد المنافسة من أجل مصر، والشعب قادر على فرز الأصلح واختياره من أي تيار، وفي الحقيقة لا يستطيع تيار واحد الآن أن يتحمل مسئولية حكم مصر، لا نحن ولا غيرنا، ونحن نرغب في هذه المرحلة مشاركة الجميع في البرلمان القادم، وهو ما دعانا في البداية إلى التحالف مع أي حزبٍ يرغب في التحالف معنا من أجل مصر؛ لكن تغليب المصلحة الخاصة على العامة عند البعض والضغوط الداخلية لأعضاء بعض الأحزاب جعلتهم ينسحبون من التحالف.

 

الانفلات الأمني

* يراهن البعض على الانفلات الأمني لإفساد الانتخابات فما تعليقك؟

** من يراهن على الانفلات الأمني يوم الانتخابات واهمٌ؛ لأن الشعب الذي قام بثورة بيضاء عظيمة قادر على حماية انتخاباته، وهذا مجال للتنافس الشريف ولإظهار وجه مصر الحضاري، وسيكون الشعب كله بالمرصاد لمَن يحاول إفساد هذا اليوم، ونحن تربطنا علاقة طيبة بجميع القوى السياسية الموجودة على الساحة على اختلاف مشاريعها، وجميعها حريصة على خروج يوم الانتخاب كعرس للديمقراطية، كما حدث في تونس؛ فنحن لسنا أقل من الشعب التونسي؛ بل نحن شعب عريق في ممارسة الديمقراطية.

 

* ولكن هناك تخوف من سيطرة الأغلبية على وضع الدستور؟

** نحن نؤكد أن الدستور القادم سيكون توافقيًّا، ولا علاقة له بالأغلبية أيًّا كان اسمها، وإنما لا بد أن يكون عليه توافق وطني؛ حتى يرضي جميع أطياف الشعب، ولن يتم إبعاد أي فصيل من الشعب عن صياغة الدستور؛ سواء كان ممثلاً بالبرلمان أو خارجه.

 

* كم مقعدًا يسعى الحزب إلى الحصول عليه في الفيوم؟

** نحن نرضى بحكم الشعب وقراره ما دامت الانتخابات حرة ونزيهة؛ فأي عدد من المقاعد يمنحنا الشعب إياه نحن راضون عنه.

 

الإخوان والوطني

* البعض يتَّهمكم أنكم أصبحتم نسخة من الحزب الوطني؟

** هذا الكلام عار تمامًا عن الصحة، ونحن نسعى إلى انتخابات حرة نزيهة، والحزب الوطني كان يُسخِّر إمكانات الدولة والشرطة وكل شيء لخدمته؛ أما نحن فنسعى إلى اختيار أصحاب الكفاءة والأمانة، وجميع قراراتنا تتم داخل الحزب بشكل مؤسس.

 

* لكن يقال إنكم سيطرتم على كل الأماكن المميزة للدعاية في الفيوم؟

** نحن في انتخابات 2005م، ورغم الضغوط الأمنية كانت دعايتنا أفضل كثيرًا من الحزب الوطني بشهادة شعب الفيوم، ويجب ألا نلام على تميزنا وتنظيمنا.

 

* كيف تتعاملون مع المؤسسات التنفيذية في ظل فوضى الائتلافات والحركات في الشارع؟

** مشكلة هذه المرحلة أن الكل يدعي أنه يمثل الشارع؛ لذلك فنحن في حاجة إلى إجراء الانتخابات لكي تفرز الممثلين عن الشعب بشكلٍ حقيقي، وتفرز القادرين على التعبير عن إرادة الشعب واعتقد أن هذه الظاهرة ستختفي عقب الانتخابات.

 

* ما أبرز سمات البرنامج الانتخابي للحزب؟

** على المستوى العام ونظرًا للمرحلة التي تمر بها مصر ونظرًا للحالة الثورية وضرورة إنجاز عدد من القضايا الملحة فبرنامجنا يركز على أربع قضايا رئيسية، هي:

الحرية: فنحن نسعى إلى إقامة دولة ديمقراطية حرة يحترم فيها القانون ولا تمييز بين المواطنين بسبب الدين أو الجنس.

 

وعدالة اجتماعية: تحافظ على كرامة الإنسان دون تمييز.

والتنمية: بأن نسعى إلى تحقيق تنمية شاملة في جميع المجالات البشرية والعمرانية والصناعية.

 

والريادة: بالسعي لأن تعود مصر لدورها الريادي في المنطقة والعالم كله، ولدينا قضيتان عاجلتان هما الأمن والاقتصاد، ولدينا مجموعة من الحلول العلمية لتلك المشكلة.

 

أما في دائرتنا فأهم القضايا الملحة هي مشكلات الري والإسكان والتنمية السياحية، وتفعيل المنطقة الصناعية في الفيوم.