- شهدي صدقي: مبادئ الحزب ترسخ أسمى صور العدل

- الشريعة الإسلامية تضمن لغير المسلمين حرية الاعتقاد

حوار: علاء محمد عبد النبي

في بداية حديثه إلينا ذكرنا أن أول قبطي يدخل البرلمان المصري منتخبًا بعد ثورة 1952م، كان النائب السابق جمال أسعد، حين نجح على قوائم تحالف الإخوان المسلمين مع حزب العمل في انتخابات برلمان 1987م.

 

ومع فهمه ومعرفته لفكرة جماعة الإخوان المسلمين وأهدافها الوطنية، كان المهندس شهدي صدقي، وهو أحد أبرز الأقباط وأشهرهم في مركز بني مزار بمحافظة المنيا، من بين أوائل المنضمين إلى حزب "الحرية والعدالة"، وأحد مؤسسيه بعد ثورة 25 يناير.

ودفعت مؤهلاته الشخصية ودوره القديم في ممارسة العمل العام إلى المشاركة في تأسيس حزب الحرية والعدالة. 

(إخوان أون لاين) أجرى معه هذا الحوار:

* كيف تعرفت على جماعة الإخوان ومن ثم حزب الحرية والعدالة؟

** يرجع ذلك إلى ما قبل 15 سنة، حين بحثت أحوال البلاد مع أحد الزملاء المهندسين:

رمضان عبد العظيم، وكان من أفراد جماعة الإخوان، فالتقت أفكارنا حول ضرورة مواجهة ما تعانيه البلد من ظلم وفساد.

 

وكان بعض الإخوان قد ترشحوا في انتخابات المجالس المحلية فوقفت بجانبهم حين تحالفوا مع حزب العمل لخوض تلك الانتخابات، ولقد من الله عليهم بالنجاح في ذلك العام ولكن للأسف لم تدم بسبب السياسات القمعية التي عانيننا منها حتى قيام ثورة 25 يناير.

 

وبعدها التقيت أحد قيادات الإخوان في المنيا وأفصحت له عن رغبتي بالانضمام إلى حزب "الحرية والعدالة" الذي أعلنت الجماعة عن تأسيسه، فما كان منه إلا أن شجعني وعرفني بأنه من ضمن المؤسسين، فاتفقنا على انضمامي لفريق المؤسسين والعمل معًا على جمع التوكيلات اللازمة باسم السيد أمين عام الحزب الدكتور سعد الكتاتني.

 

* وما دورك داخل الحزب بعد التأسيس؟

** بعد فترة أجرى القائمون على الحزب بالمنيا انتخاباته التأسيسية والتنظيمية للحزب فترشحت بتلك الانتخابات، وتم اختياري باللجنة التأسيسية العليا ببني مزار؛ مما وطد علاقاتي بالحزب، وحملني مزيدًا من المسئولية، وأطلب من الله أن يوفقني في العمل لمصرنا الحبيبة.

 

* هل ترشيح الحزب لكم يهدف فقط إلى تلميع صورته أمام الرأي العام؟

** أنا الذي اخترت الحزب لعظمة ما جاء بالبرنامج الخاص به ففي الفصل الثالث "السياسات والإستراتيجيات" أقرت الشريعة الإسلامية حق غير المسلمين في الاحتكام إلى ديانتهم في أمور العقيدة والشعائر الدينية والأحوال الشخصية المتعلقة بالأسرة، وهي الأحكام التي يوجد فيها اختلاف عن أحكام الشريعة الإسلامية أما غير ذلك من أمور الحياة الدنيوية بكل أنواعها فتحكمها القاعدة الإسلامية التي تقر "أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين".

 

وهذا في رأيي يمثل أسمى قواعد العدل والإنصاف والمساواة بين المواطنين جميعًا دون استثناء.

 

وأيضًا في الفصل الثاني من مبادئ "السياسة الأساسية" جاء عدم التمييز بين المواطنين في الحقوق والواجبات على أساس الدين أو الجنس أو اللون بإتاحة الفرص أمامهم في التعبير عن الرأي والترشح وتولي الوظائف، والتنقل والانضمام إلى التنظيمات السياسية والتعليم، والعمل في ظل الحفاظ على القيم الأساسية بالمجتمع.

 

ولهذا اخترت الانضمام لهذا الحزب منطلقًا بقوة هذه المبادئ والأسس العظيمة؛ فما كان من الحزب إلا أن وضعني في مستوى مسئولية وسمو ورقي لا أستحقه.

 

* من خلال وجودك داخل الحزب هل اختلف تصورك للإخوان عن قبل؟

** مع معايشتي أكثر لأفراد الجماعة، شعرت بأن هناك تصميمًا وإصرارًا كاملاً على التغيير للأحسن والأفضل، ورأيت رجالاً ينكرون أنفسهم في سبيل إسعاد شأن الغير ورفعته، وهذا أعظم ما رأيته.

 

* كيف ترى الوضع السياسي في مصر بعد الثورة؟

** نعيش حالة من عدم وضوح الرؤية حاليًّا، ولن يستقيم الأمر إلا بعد الانتهاء من انتخابات الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، ووضع الدستور الذي ينظم الحياة السياسية والاجتماعية بين الحكام والمحكومين، عند ذلك سيعرف كل منا ما له وما عليه، ويكون صوت القانون هو الأعلى، وفي ظل الدستور وسيادة القانون سيعبر كلٌّ منا عن رأيه السياسي بكل حرية.

 

* ما تعليقك على الفوز الذي حققه "الحرية والعدالة" في المرحلتين الأولى والثانية؟

** ما حققه في المرحلتين السابقتين أنا شخصيًّا كنت متوقعه؛ لأن الحزب عندما قدم برنامجًا متكاملاً في جميع النواحي السياسية والتعليمية ووضع حلولاً جذرية بشكل مناسب، ولا ننسى القاعدة العريضة التي يتمتع بها هذا الحزب على مستوى الجمهورية، وهذا ليس نجاحًا للحزب فقط بل نجاحًا لنا جميعًا.

 

وبهذه المناسبة أطالب كل من ينتمي للحرية والعدالة ألا يأخذنا الزهو والافتخار بهذا النجاح الباهر، بعيدًا عن المسئوليات التي أصبحت حملاً ثقيلاً بعد هذا النجاح الباهر، وهذا يدفعنا إلى التحلي بالصبر وآداب الخلق، والتعامل مع المواطنين، وتحمل مسئوليتنا التي أصبحنا مسئولين عنها أمام 85 مليون مصري.

 

فحزبنا في خدمة كل من أعطانا صوته، ومن لم يعطنا صوته فكلنا مصريون، والحزب يعمل على خدمتهم جميعًا.

 

* كيف ترى انتخابات المرحلة الثالثة وخاصة دائرة بني مزار؟

** نتوقع نجاحًا باهرًا لقائمة حزب "الحرية والعدالة" وأيضًا الفردي عمال وفئات، وذلك لما أراه من رد فعل الشارع ببني مزار وقراها، فإن الكل ينتمي بكل الحب لهذا الحزب العظيم.

 

* ما تعليقك على الأحداث الأخيرة بمحيط مجلس الوزراء؟

** نحن بالطبع ندين استخدام العنف ضد المتظاهرين، ولكننا أيضًا لا نقبل إحراق المجمع العلمي، وهدم سور مجلس الشعب، ومحاولة حرق مبنى الداخلية وغيرها.

 

وأطالب بتحقيق سريع في كل معطيات الحدث؛ ليقول القضاء كلمته بعد ذلك، والمخطئ يحاسب على خطئه.

 

أما بالنسبة للوزارة الحالية فهي وزارة فترة انتقالية لمدة لا تزيد عن 3: 4 شهور، فلنتركها ونعطيها الفرصة لتسير الأمور؛ حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية ورئاسة الجمهورية، وبعد ذلك سوف تستقيم الأمور.