- واقع المجتمع يفرض علينا الترشح لتغييره

- الاهتمام بالمرأة والأسرة من أصول الشريعة

حوار: وجيه عاشور

جاء ترشحها على قائمة حزب الحرية والعدالة في انتخابات مجلس الشورى المقبلة، والتي ستُجرى يومي 29، 30 يناير الجاري، ليكلل مسيرة عملها الدءوب في خدمة المجتمع، ونشاطها المستمر في العمل الخيري والتطوعي في سبيل تحسين المستوى المعيشي للمصريين، وحل المشكلات التي تواجه المرأة والطفل.

 

وقد خاضت المهندسة سلوى توفيق محمد صلاح انتخابات برلمان 2010م كمرشحةٍ للإخوان المسلمين على مقعد الكوتة بالمنوفية، وبعد أن أعلنت الفضائيات فوزها وباكتساح من الجولة الأولى إلا أن أيدي التزوير امتدت لتغير إعلان النتيجة لصالح مرشحة الحزب الوطني المنحل.

 

ولدت المهندسة سلوى توفيق في قرية الدبايبة مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، وحصلت على بكالوريوس الهندسة من جامعة المنوفية عام 1981م، وشغلت مناصب عدة حتى أصبحت مديرًا عامًّا لإدارة الورش التعليمية بكلية الهندسة بجامعة المنوفية، كما أنها أمينة لجنة المرأة بحزب الحرية والعدالة في المنوفية.

 

وحول دوافع ترشحها وخوضها انتخابات مجلس الشورى، ورؤيتها لأولويات المرحلة المقبلة، ودورها في دعم ملف المرأة في مصر، كان لنا معها الحوار التالي:

* ترشحت من قبل لانتخابات مجلس الشعب، فما دوافعك الآن للترشح بانتخابات مجلس الشورى؟

** عندما نترشح لا نطلب منصبًا بعينه، ولكننا ضمن سياسة ومنظومة متكاملة تتبناها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذي أسسته، وهي سياسة تهدف في المقام الأول لتحقيق أهداف ومصالح مصر كلها.

 

ومن خلال هذا الإطار فقد رأى الحزب أن أترشح للشورى وأنا لا يهمني سوى بذل جهد أكبر لخدمة المجتمع والسعي المتواصل في تحقيق التنمية المطلوبة بالمجالات المختلفة، وخاصةً في ظلِّ التدهور في الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، الأمر الذي يلزمنا بالمشاركة في حلِّ تلك المشكلات حبًّا في مصر ورغبةً في نهضتها.

 

خبرات سياسية واجتماعية

* وماذا لديك من الخبرات في العمل العام الذي يدعم ترشحك؟

** بفضل الله تعالى وبتوفيق منه لي خبرات في مجال العمل العام وخدمة المواطنين؛ حيث اشتركت في الجمعيات الشرعية التي تقوم على تقديم خدمات كفالة اليتيم، وتوزيع لحوم الأضاحي، ومعارض ملابس مساعدة للفقراء والمساكين.

 

وكذلك اشتركت في جمعيات خيرية نسائية لخدمة المرأة في أنشطة مختلفة من توعية، وكفالة، وعمل مشروعات صغيرة لعلاج مشكلة البطالة، ورعاية الأيتام بكفالة شهرية، وتيسير الزواج بشراء بعض أشياء الجهاز، ويخدم ذلك كله شعارًا نعمل لتحقيقه وهو: "بنت واعية- زوجة صالحة- أم مثالية- أسرة مستقرة وأخلاق قويمة".

 

كما عملت بمعهد الكبد، ومستشفى جامعة المنوفية، واجتهدت بفضل الله تعالى في توفير ما يحتاجه المريض في حدود ما أستطيع أن أقدمه له من خلال وظيفتي؛ من أجل تخفيف معاناته.

 

* بحكم الخبرة السياسية لديك، بماذا تنصحين المرشحات على قوائم الحزب في انتخابات الشورى؟

** أنصحهم أولاً وقبل أي شيء بالاستعانة بالله، ثم قراءة برنامج الحزب، والتواصل مع الناس، وأن يكونوا على دراية تامة بالمشاكل الموجودة على الساحة؛ حتى يستطيعوا أن يشعروا بنبض الناس، وبالتالي يعرفون كيف يتعاملون معها جيدًا.

 

* وما قائمة المشكلات التي تضعينها في أولوياتك، وخطتك لحلها؟

** مشكلات محافظة المنوفية نفس المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري كله، وفي مقدمتها: البطالة، وتدهور الحالة الصحية للغالبية العظمى من أفراد الشعب، وإصابتهم بأمراض الكبد والكلى، وارتفاع أسعار العلاج، وتدني مستوى المعيشة المصحوبة بارتفاعات مستمرة في الأسعار، وكذلك عدم وجود بنية تحتية للمرافق بمعظم قرى ومدن المحافظة.

 

وأرى أن حلَّ كل تلك المشكلات سوف يأتي في إطار البرنامج الانتخابي للحزب الذي يرتكز على تحقيق الحرية والعدالة والتنمية الشاملة والريادة التي ستسهم في حلِّ مشكلات الشعب المصري كله، بما فيها مشكلات محافظة المنوفية، وسنعمل جاهدين لتحقيق تلك الحلول حبًّا في مصر وشعبها.

 

أعداء الثورة

* هل توجد فرصة أمام أعداء الثورة لإفشال انتخابات الشورى بعد أن فاتت عليهم الفرصة في انتخابات مجلس الشعب؟

** قبل انتخابات مجلس الشعب كان هناك نوع من القلق لدى الناس وهم كانوا محقين في تخوفهم هذا؛ لأن رأس النظام هي التي سقطت فقط، ولكن تبقى الفلول من أمن الدولة والحزب الوطني "المنحلين"، وبعض رجال الأعمال، وبلطجية مرشحي الفلول، وكل هؤلاء كانوا وما زالوا من مصلحتهم ألا تتم انتخابات الشعب لكي تفشل الثورة، ولكن الله وهو المعين الأول لهذه الثورة خيب ظنهم، فهو يريد للثورة أن تنجح، وأن تحقق كل أهدافها، ومرت انتخابات الشعب بسلام بمراحلها الثلاث.

 

ولذلك فأنا متفائلة بأن المتربصين بالثورة لن يستطيعوا أن يتسببوا في فشل إجراء انتخابات الشورى؛ لأن الشعب أثبت أنه هو الضمان الأول لإنجاح انتخابات مجلس الشعب من خلال نزوله بالملايين إلى لجان الاقتراع، وأيضًا للجدية والحزم الذي فرضه الجيش من أجل السيطرة على العملية الانتخابية.

 

* هل ترين أن دور الشورى يقل عن دور مجلس الشعب؟

** بالعكس، فمجلس الشورى يختص بجميع ما يختص به مجلس الشعب من سن وتشريع القوانين، ومساءلة الوزراء، وريادة الصحافة، وهذا يعطينا مؤشرًا جيدًا لترشيد الصحافة والإعلام؛ لأنهما الفاعل الأول في الشارع المصري.

 

العنوسة والمرأة المعيلة

* وما وسائلك للارتقاء بوضع المرأة المصرية وتفعيل دورها في المجتمع؟

** المشكلات التي تواجه المرأة بصفة خاصة هي: ارتفاع نسبة العنوسة،
والمرأة المعيلة، وارتفاع الأسعار، والأمراض المزمنة، وزيادة نسبة الطلاق، وغيرها من المشكلات، ولأن الاهتمام بالمرأة من أصول الشريعة الإسلامية فسوف نعمل جاهدين من أجل دعم المرأة اجتماعيًّا لمساعدتها على القيام بدورها في المجتمع، وتدعيم دورها في عملية التنمية بمختلف جوانبها، وكذلك دعم خطط القضاء على أمية النساء، ودعم البرامج لإعانة المطلقات والأرامل، ودعم المرأة المعيلة للأسرة.

 

* هل ترين أن المجالس النيابية ستظل خدمية، أم سترتقي لأداء دورها في الرقابة والتشريع؟

** الأمر الآن سيختلف تمامًا عن الماضي، فالمجالس المحلية هي التي ستتولى تقديم الخدمات للشعب، وتختص بخدمات مثل الصرف الصحي والمياه وغيرها من المصالح العامة التي تمس حياة المواطنين.

 

وذلك بعد أن أدرك الشعب وعرف الدور الحقيقي لعضو مجلس الشعب أو الشورى وهو التشريع، وسن القوانين، ومراقبة الحكومة، ومساءلة الوزراء، والحفاظ على أموال الشعب، والحرص على إنفاقها فيما يعود على الشعب بالنفع والمصالح والخدمات.

 

* الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية متهمة من البعض بإقصاء المرأة، فما رأيك؟

** ليس هناك إقصاء للمرأة في حزب الحرية والعدالة، والدليل أن الحزب دفع بمرشحات على قوائم الشعب والشورى سواء على رأس القائمة أو رقم 3، أو 4 و7، و8، وقد كان للإخوان المسلمين السبق في ترشيح النساء قبل الحزب، وهذا يعني أن هناك اهتمامًا بالمرأة، وتقديرًا لدورها في العمل السياسي.

 

* هل تتوقعين إقبالاً من المواطنين على صناديق الاقتراع في الشورى كما حدث في انتخابات الشعب؟

** نعم، لأن المواطن بعد ثورة 25 يناير المجيدة قد شعر وأيقن تمامًا أن كلمته مسموعة، وأن صوته قد أصبح له قيمة، ولن يذهب إلا لمن أعطاه له، وقد ظهر هذا جليًّا في الاستفتاء قبل انتخابات مجلس الشعب.

 

* وماذا عن المنافسين لك في الانتخابات المقبلة؟

** أتمنى أن يقدم الجميع برامج طيبة تفيد المجتمع والأسر المصرية، وأنا أرحب بالجميع في تنافس شريف هدفه النهوض بمصر، وتقديم الخدمات لشعبها العظيم؛ لأننا لا نبغي سوى مصلحة البلد، ونريد أن نتكاتف من أجل هذا فقط؛ لأن مسئولية الإصلاح هي مسئولية شعبية.

 

* من خلال تجربتك السابقة في الترشح، ما موقف الرجل من المرشحات؟

** التربية الريفية غير الحضارية تنشئ بعض الرفض لأن تخرج المرأة وتتكلم وتقود، وليس هناك قبول كبير لذلك، ولكن الذي يخدمنا أننا مرشحات لحزب تأسس على خلفية سياسية متينة، ما يكسبنا قبولاً أكبر في الشارع.

 

مهام أم ونائبة

* كيف تستطيعين التوفيق بين وظيفتك كأم وكداعية ومرشحة برلمانية؟

** الأم تخرج للشغل في معظم الأحيان، ولها أيضًا اهتمامات دعوية وأسرية، فلو أضيف لها أن تكون نائبة سياسية فإن ذلك لن يؤثر كثيرًا أو يعيق عن التوفيق والموازنة بين مختلف الأدوار والمهام، ما دامت تحسن التنظيم وترتيب الأولويات في الأوقات المختلفة.

 

* وما موقف الزوج من ترشحك؟

** الحمد لله رب العالمين زوجي يدعمني، وهو العامل الأساسي والفعال بعد الله عز وجل في حملة ترشحي، فهو يساندني ويشير عليَّ في جميع خطواتي، وكان يصاحبني دائمًا في كلِّ الأماكن داخل المحافظة في انتخابات مجلس الشعب في 2010م.

 

* كلمة توجهينها لأهالي المنوفية؟

** أود أن أقول لهم جميعًا: إنه لم يحركنا للترشح سوى شعورنا بمعاناتكم، ومدى التدهور الذي ظل يعاني منه كل أبناء المنوفية وكل شعب مصر على مدار سنوات طويلة في ظلِّ النظام السابق.

 

ولن أعدكم وعدًا لا أستطيع تحقيقه، ولكنني أعاهد الله تعالى أن أعمل جاهدةً بكل طاقتي لتخفيف المعاناة عنكم، والمشاركة في حلِّ القضايا التي تهمكم، سائلةً الله تعالى أن يعينني على ذلك، راجيةً أن يدعو لي الجميع بالتوفيق.

 

وأدعو كل الأهالي للقيام بدورنا في العمل على نهضة مصر ورفعتها ووضعها في المكان اللائق بها، وأدعو كل شعب المنوفية العزيز إلى المشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية لمجلس الشورى الذي لا يقل أهميةً بحال من الأحوال عن مجلس الشعب، والتي ستجرى يومي 29، و30 من شهر يناير الجاري، واختيار الأفضل لتمثيلهم داخل مجلس الشورى.