أكد شهود العيان على أحداث ميدان التحرير الليلة الماضية أن مجموعات ضخمة من البلطجية اندست وسط أهالي الشهداء والشباب المتظاهرين، وحرضت على الاشتباك مع قوات الأمن، وتولوا إلقاء الحجارة على الشرطة التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع.

 

وقال طارق محمد لـ(إخوان أون لاين) إنه حضر إلى ميدان التحرير منذ بدء الاشتباكات في حوالي العاشرة مساء، ورأى أناسًا غير الثوار أو أهالي الشهداء الذين اعتقد من الأخبار المداولة أنهم هم من يشتبكون مع قوات الشرطة، وأتى للوقوف بجانبهم.

 

وأكد أن الثوار وأهالي الشهداء لم يشتبكوا مع قوات الأمن أو يقذفوهم بالحجارة رغم تحريض هؤلاء البلطجية المسلحين بالسيوف وزجاجات المولوتوف، على ضرورة الدخول في معركة غضب مع الشرطة انتقامًا لدماء الشهداء، على حد زعمهم.

 

وأضاف محمود جمال أنه انزعج بشدة عندما رأى الاشتباكات على الفضائيات؛ فغادر من منزله في منطقة شبرا الخيمة بسرعة، حتى يساند مَن اعتقد أنهم ثوار في مواجهة الشرطة؛ إلا أنه فوجئ بِمَن وصفهم بـ"أصحاب سوابق" يقودون عملية إلقاء الحجارة على الأمن.

 

وتابع أنه رأى بنفسه عددًا من قيادات الداخلية في ميدان التحرير يتحدثون إلى المتظاهرين ويطالبونهم بتهدئة الأمور، كما يأمرون الجنود بعدم الاشتباك مع المتظاهرين أو استخدام العنف ضدهم، غير أن هجوم البلطجية أجبر الأمن على إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

 

وقالت فايدة عزيز "موظفة" إنه في حدود الساعة الـ9 من مساء أمس احتشد عدد كبير من البلطجية ومسجلي الخطر بميدان التحرير أثناء وقفة احتجاجية رمزية لذوي الشهداء، وفي التاسعة والنصف بدءوا يحرضونهم على رشق الأمن بالحجارة والهتاف بإسقاط المشير طنطاوي.

 

وأوضحت أن وجود هؤلاء البلطجية في هذا الوقت بالذات مقصود، ويهدف إلى تحويل وقفة الشهداء السلمية إلى معركة بين المتظاهرين والشرطة؛ انتقامًا بعد حكم القضاء بحل المجالس المحلية وتحويل البلاد إلى كتلة نار.

 

وأضاف رمضان سماحة أنه ضمن من شارك في الوقفة الحضارية لذوي الشهداء مساء أمس؛ للمطالبة بإنجاز محاكمة قتلة الثوار، وبعد العشاء وجدوا عناصر مشاغبة تحتشد بالميدان لتحويل الوقفة إلى اقتتال؛ فقرروا الابتعاد عنهم والاكتفاء بمشاهدة الأحداث عن بعد.

 

وأكدت مرام يوسف (طالبة) أن العشوائية تقود المحتجين بالميدان؛ حيث يقوم المحتجون بتصرفات غريبة لا تليق بالثوار أو أشخاص عاقلين بمنعهم لسيارات الإسعاف من إغاثة الجرحى أو نقلهم للمستشفيات والاشتباك بالمارة والمواطنين وتفتيشهم بصورة غير لائقة.

 

 الصورة غير متاحة

 أحد المصابين في الأحداث

وقال مروان خالد "طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة": حضرت إلى الميدان مساء أمس بعد مشاهدة أحداث الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن على الفضائيات لإقناع زملائي ممن انضموا للاشتباكات بأن العنف لا يخدم مصر ولا يحقق مطالب الثورة إلا أنهم رفضوا وبعد وقت زمني ليس طويلاً بدأ الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع فردَّ المحتجون برشقهم بالحجارة".

 

وتساءل شريف الخلايلي "معلم": لماذا وقع الاشتباك في هذا الوقت بالذات، وخاصةً بعد تلبية القضاء لأحد طلبات الثورة بحل المجالس المحلية؟!؛ ما يشكك في هدف الاحتجاج لأنه قد يكون غضبًا من منتفعي المجالس المحلية التي تم حلها.

 

وقالت فاطمة عياد (موظفة): إن منزلها مطل على ميدان التحرير، وأنها شهدت مساء أمس عناصر مُخرِّبة تتوافد على الميدان وبدءوا الاشتباك بالأمن برشقهم بالحجارة فكان رد ضباط الشرطة بدعوة المحتجين عبر مكبرات الصوت إلى إخلاء الميدان؛ حفاظًا على سلامتهم لوجود عناصر مندسة تهدف التخريب وإثارة الشغب.

 

وحمل الدكتور مجدي ملاك "صاحب صيدلية د. ملاك بميدان التحرير" القوى الوطنية مسئولية الأحداث الدائرة بالميدان بسبب تفتتها وعدم اتفاقها على رؤية واحدة؛ ما أعطى البلطجية وبقايا النظام البائد فرصة لمعاودة جرائمهم من جديد ليس ضد الثورة فقط بل ضد مصر كلها.

 

وأضاف: "من قلة الأدب تمسُّك البعض بالاحتجاج دون سببٍ واضحٍ، وتعطيل مصالح الناس، واستمرار تردي الأوضاع في مصر دون البدء في الأعمار".

 

 الصورة غير متاحة

أحد المصابين في المواجهات عند وزارة الداخلية

وأرجع د. أسامة البطراوي "مدرس بجامعة عين شمس" أحداث ميدان التحرير إلى الفساد الثقافي والتعليمي والفكري للشعب الذي يدفعهم إلى الفوضى، ويحول دون بدء البناء، قائلاً:

الشعب محتاج أن يعالج نفسيَّا وثقافيًّا وفكريًّا وتعليميًّا وصحيًّا من الأمراض التي لحقت به في العهد البائد فأضرت بعقله، وجعلت الكثير يسأم البناء، وبذل الجهد، ويقدم على أسهل الطرق، وهي الفوضى حتى يتمكن من السرقة وممارسة البلطجة ضد المواطنين.

 

وأكد د. البطراوي أن بقايا النظام البائد وراء الأحداث في التحرير لعرقلة مسيرة تحقيق الديمقراطية من إجراء الانتخابات البرلمانية، مطالبًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإنجاز مطالب الثورة وإجراء محاكمات عادلة لقتلة الثوار حتى لا يتحجج "من في قلبه مرض".

 

وقال محمد عبد ربه "محاسب": إن مبارك نجح في زرع الفتنة بين أفراد الشعب باستخدام بلطجيته وفلوله في الاندساس داخل صفوف الثوار لإقناعهم بإثارة الشغب وتعطيل مصالح البلاد حتى تحقيق مطالبهم؛ على الرغم من أن المطالب بالفعل تتحقق تدريجيًّا بما يوافق الوطن والثورة.

 

وتساءلت مشيرة صفوت (موظفة بإحدى شركات السياحة بميدان التحرير): لمصلحة مَن استمرار الفوضى في مصر وإثارة الأزمات في البلاد؟. هناك جهات أجنبية لها مصلحة بالدرجة الأولى في إحداث فوضى في مصر لعدم إقامة دولة ديمقراطية على أسس سليمة تبدأ في تحقيق نهضة للمنطقة".

 

وقال فاروق عبادي (موظف): مَن يثور بطرق غير شرعية دون هدفٍ في ظل استمرار نجاحات الثورة جميعهم من فلول النظام البائد، مطالبًا المجلس العسكري بالتعامل بشدة وحزم معهم حتى لا تدخل البلاد في نفقٍ مظلمٍ من جديد.