لائحة الاتهام:

- إفساد علاقات مصر بجيرانها وخاصة دول حوض النيل

- إفشال المصالحة الفلسطينية ودعم الكيان الصهيوني

- اختطاف أشخاص من الشوارع وتعذيبهم لمصلحة الأمريكان

- تلفيق كذبة تعاون صدام حسين مع "القاعدة" لتبرير غزو العراق

- هو أحد المتورطين في صفقة بيع الغاز المصري للصهاينة

آراء الخبراء:

- محمد الدماطي: يجب التحقيق معه لأنه شريك المخلوع في جرائمه

- د. محمود السقا: أمن الدولة المنحل يملك أدلة تدين عمر سليمان

- د. جمال حشمت: يجب أن يمثل للتحقيق أمام النيابة العسكرية

- عبد الله السناوي: لا بدَّ من تشكيل لجنة تحقيق سياسية حول جرائمه

 

تحقيق: عبد الرحمن عكيلة

 

الرجل الغامض.. أو كما يطلق عليه الصندوق الأسود لنظام مبارك، الذي يعرف جميع الخبايا وخفايا الأمور بحكم عمله السابق كمدير لجهاز المخابرات، والذي تولى منصب نائب الرئيس خلال أحداث الثورة.

 

عمر سليمان.. الرجل المسكوت عنه، ورغم الكثير من الشكوك والشبهات التي تحيط به ما زال حرًّا طليقًا لم يُفتح معه أي تحقيق إلى الآن، ولم يقدم دليل واحد يدينه، بل قد نراه مرشحًا في انتخابات الرئاسة القادمة، فالرجل يبدو أنه يعرف كيف يخفي آثار ما صنعت يداه جيدًا، وكيف لا وهو مدير المخابرات السابق لمدة قاربت الـ18 سنة؟.

 

جرائمه تبدأ من علاقته المشبوهة بجهاز المخابرات المركزية الأمريكية "السي آي إيه"، إلى مواقفه المناهضة للمقاومة الفلسطينية؛ وخاصةً حركة حماس، والداعمة للكيان الصهيوني وآخرها إفساده لعلاقات مصر بدول حوض النيل، فلو طالعنا ما نشر حوله لوجدنا الكثير من الجرائم التي تجره- بلا شك- إلى مبارك وأولاده داخل قفص الاتهام.

 

نشرت صحيفة "الكورييري ديلا سيرا" الإيطالية تحقيقًا استقصائيًّا حول عمر سليمان، قالت فيه: إنه هو من لفَّق كذبة تعاون الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين مع تنظيم "القاعدة"، وهي التهمة التي بررت للرأي العام الأمريكي قرار غزو العراق واحتلاله.

 

وكشفت كذلك أن سليمان هو الذي لفَّق تهمة انتماء الشيخ "أبو عمر" لـ"تنظيم القاعدة"، وهو مَن تولى اختطافه في إيطاليا وتسليمه للأمريكان، الذين توصلوا إلى عدم صحة الاتهام الذي لفَّقه.

 

وأضافت الصحيفة في عددها الصادر في 3 فبراير 2011م أن وسائل الإعلام الأمريكية نبشت هي الأخرى مؤخرًا الماضي الأسود لعمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية، الذي أصبح قبل يومين نائبًا لرئيس الجمهورية؛ حيث قالت: إن سليمان كان يدير بتفويض من وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، برنامج   " EXTRAORDENARY RENDITION" الذي بدأ في العام 1995م، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بموجبه باعتقال أو اختطاف أشخاص بتهمة الإرهاب وقامت بتحويلهم إلى بلدان مختلفة؛ حيث عانوا هناك في سجون سرية من التعذيب الشديد؛ لانتزاع معلومات منهم تفيدها في حروبها في الخليج، ولاحقًا في أفغانستان.

 

واستطردت الصحيفة: "تم تحويل أكثر من 70 شخصًا من أولئك الإرهابيين المفترضين ومن بينهم الإمام أبو عمر– إمام مسجد مدينة ميلانو في إيطاليا– والذي تم اختطافه في شهر فبراير من عام 2003م إلى مصر؛ حيث قامت مجموعة من رجال الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" بالوصول إلى مدينة ميلانو دون علم الحكومة الإيطالية رسميًّا، وبالاتفاق مع رئيس الحكومة الإيطالية شخصيًّا "سيلفيو برلسكوني" ورئيس جهاز الاستخبارات الإيطالية "سيسمي"، واختطفت إمام المسجد من الشارع وخدرته ونقلته إلى مطار "لاي نات" بحسب مصادر استخبارية إيطالية، ثم تم تحميله على طائرة خاصة نقلته إلى مصر؛ حيث قام عمر سليمان بالإيعاز إلى جهاز المخابرات المصري بتعذيبه وانتزاع الاعترافات منه، وتبيَّن فيما بعد أن الإمام "أبو عمر" لم يكن ينتمي إلى أي تنظيم إرهابي، ولم يتمكن عمر سليمان من انتزاع أي معلومات مهمة منه؛ ما دفع الأمريكان إلى مطالبة جهاز المخابرات المصرية بإطلاق سراحه بعد سنواتٍ من التعذيب، إلا أن القضاء الإيطالي أصرَّ بعد أن كُشفت القضية على التحقيق في الحادث، رغم معارضة رئيس الوزراء الإيطالي، بحجة أن ذلك يضر بالأمن الإيطالي وبالمصالح الوطنية العليا في إيطاليا.

 

وتابعت: "كلف قاضي التحقيق الإيطالي الشرطة بالبحث عن الكيفية التي دخل بها الـ"سي آي إيه"، وبعد جلسات كثيرة أصدر القاضي الإيطالي المكلف بالقضية أحكامًا بالسجن على عدد من ضباط المخابرات الأمريكية والإيطالية، كما دار جدل ونقاشات حادة بين الأوساط السياسية والأمنية الإيطالية؛ حيث قالت مصادر صحفية: إن القاضي الإيطالي كان يصرُّ على إصدار مذكرة اعتقال بحق عمر سليمان بتهمة الاعتداء على حرية الآخرين، وتهمة اختطاف إيطاليين من الشوارع العامة والتعذيب، إلا أن الرئيس الإيطالي تدخل بقوة ومنع إصدار تلك المذكرة.

 

وأضافت أن عمر سليمان قام بالتعاون مع أجهزة استخبارات عربية أخرى للغرض نفسه، وتقول المصادر الإعلامية الأمريكية: إن من القصص التي تشير إلى مدى العلاقة بين عمر سليمان وأجهزة الاستخبارات الأمريكية أنه حينما قامت القوات الأمريكية في أفغانستان بقتل شخص اعتقدت أنه أيمن الظواهري، طلبت من عمر سليمان أن يقوم بمقارنة الـ"دي إن إيه" للجثة وشقيق أيمن الظواهري في مصر؛ ليتأكدوا من شخصية القتيل، ورد عليهم عمر سليمان: "إذا أردتم، يمكن أن أبعث لكم بإحدى يدي شقيق الظواهري، وأنتم تقومون بفحص الـ"دي إن إيه".

 

أيضًا حينما تم اعتقال (شيخ الليبي) في أفغانستان قامت القوات الأمريكية بإرساله إلى عمر سليمان في مصر، وطلب جهاز الـ"سي آي إيه" منه أن ينتزع منه اعترافات بأنه من أعضاء القاعدة الكبار، وأن هناك علاقات بين القاعدة وصدام حسين في حينها، وتحت وطأة التعذيب الشديد اعترف الرجل بما طُلب منه الاعتراف به، وأُرسلت الاعترافات إلى أمريكا؛ حيث تم تمريرها إلى (كولن باول) والذي استخدمها كمعلوماتٍ مُوثَّقة في الأمم المتحدة لتبرير الهجوم على العراق واحتلاله.

 

لقد قدم عمر سليمان واحدًا من أهم المبررات لاحتلال العراق، وكان ذا فائدة كبيرة للأمريكيين، ومن المفهوم اليوم أن تكون الولايات المتحدة تدفع باتجاه أن يكون الرئيس القادم لمصر هو عمر سليمان رجل الـ" سي آي إيه " القوي في المنطقة.

 

وفي تحقيقٍ مُوسَّع كتبه "يوسي ميلمان" معلق الشئون الاستخبارية في صحيفة "هارتس" الصهيونية بعنوان: "عمر سليمان.. الجنرال الذي لم يذرف دمعة خلال حملة الرصاص المصبوب" قال: إن عمر سليمان معروف للعشرات من كبار العاملين في الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، بالإضافة إلى كبار الضباط في الجيش الصهيوني، وموظفين كبار في وزارة الدفاع، بالإضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء.

 

يضيف أنه منذ أن تولى مهام منصبه كرئيس لجهاز المخابرات عام 1993م، فإنه يقيم اتصالات دائمة بمعظم قادة الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، وضمنها: الموساد، والمخابرات الداخلية "الشاباك"، وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان".

 

وينقل ميلمان عن رئيس الموساد الأسبق شبطاي شفيت قوله إن لقاءاته مع سليمان كانت أحيانًا تتطرق لقضايا شخصية؛ حيث كان يتحدث له عن عائلته وأولاده الثلاثة وأحفاده.

 

كراهية الإخوان

ويقدم وزير الداخلية الصهيوني الأسبق عوزي برعام في مقال نشره في صحيفة صهيونية شهادة ذات دلالة حول محاولات عمر سليمان التودد للصهيونيين عبر الحديث عن الدور الذي يقوم به النظام المصري في ضرب جماعة الإخوان المسلمين .

 

ويشير إلى أنه خلال زيارته للقاهرة بصفته وزيرًا للداخلية عام 1995م، التقى عمر سليمان الذي وُصف آنذاك بأنه "الذراع اليمنى" لمبارك؛ حيث تفاخر سليمان أمامه بنجاح النظام المصري في توجيه ضربات للإخوان المسلمين.

 

ويضيف سليمان أن الإخوان المسلمين أقوى بكثير مما هو متصور لدى العالم الخارجي، ونقل عنه قوله بالحرف الواحد: "نحن نقطع الليل بالنهار في حربنا ضدهم، من أجل وقف تعاظم قوتهم، وهذا أمر صعب؛ لأن المساجد تعمل في خدمتهم"، وبعد ذلك تحدث بالتفصيل عن الطرق التي يتبعها النظام في محاربة "الإخوان".

 

ويؤكد ميلمان أن سليمان يعتبر أحد الأشخاص الذين أسهموا في التوصل لصفقة بيع الغاز المصري للكيان الصهيوني، وهي الصفقة التي يعترض عليها ويرفضها المصريون؛ لأن مصر التزمت فيها ببيع الغاز بأسعار رمزية مقارنةً بسعر الغاز في السوق العالمية.

 

ويضيف أن رئيس الموساد الأسبق "شفتاي شفيت" الصديق الشخصي لسليمان استغل علاقته به، وطلب منه تسهيل التوصل لصفقة بين الحكومة المصرية وشركة صهيونية يملك شفيت نسبة كبيرة من أسهمها.

 

وتقول "ميرا تسوريف"، المحاضرة في مركز "ديان" بجامعة تل أبيب: إن تولي عمر سليمان مقاليد الأمور بعد مبارك يمثل بالنسبة لـ"إسرائيل" "استمرارية مبارك"، مشيرةً إلى أن طريقة حكم مصر عندها لن تتغير، بل تصبح فقط أكثر لينًا ومرونة .

 

جلاد دولي

وأشار الصحفي البريطاني ستيفن جراي، الحائز على جوائز دولية في الصحافة الاستقصائية، إلى جرائم عمر سليمان التي أوردها في كتابه "الطائرة الشبح" الذي يتربع على رأس أكثر الكتب مبيعًا حول العالم، وذلك خلال حديث شخصي مع صحفي سوري معارض، حيث أكد أن عمر سليمان كان ولم يزل الطرف المصري الأساسي في التعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والقناة الأساسية للتواصل بين الإدارة الأمريكية ومبارك حتى في قضايا لا علاقة لها بالاستخبارات والأمن.

 

ويضيف في كتابه أن اختيار مصر مبارك كمحطة لتعذيب المختطفين لم يأت بمحض المصادفة، ففي مصر تراث من التعذيب وأقبية التعذيب يعودا في عصرهما الحديث إلى اليوم الذي ساق فيه عبد الناصر مناضلي الشعب المصري إلى زنازين أبو زعبل وليمان طره، أما الميزة الأخرى فهي وجود ضابط دموي جلاد على رأس المخابرات العامة يُدعى عمر سليمان يهوى رؤية القتل والتصفيات الجسدية بعينيه، بل حتى ممارستها بيديه!.

 

ويتابع جراي بالقول: في 21 يونيو 1995م، وقَّع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون توجيهه الرئاسي باختطاف وتعذيب كل مشتبه فيه بممارسة الإرهاب حول العالم، ولم يكن على "ساندي بيرجر" مستشاره لشئون الأمن القومي سوى أن يطلق عملاءه عبر العالم، وكان أول هؤلاء ضابطًا مصريًّا يدعى عمر سليمان، وما أن تلقى إشارة واشنطن حتى مد رجاله مع رفاقه الأمريكيين إلى كرواتيا في سبتمبر 1995م؛ ليختطفوا طلعت فؤاد قاسم إلى سجن أبو زعبل شرقي القاهرة، ومن ثَمَّ تصفيته هناك بعد زيارة "ودية" إلى أقبية عمر سليمان في المخابرات العامة!.

 

أما المعتقل الأسترالي السابق ممدوح حبيب، الذي تولى عمر سليمان أيضًا تعذيبه شخصيًّا في القاهرة وفقًا لجراي، فنقلته إحدى طائرات الشبح من باكستان إلى أقبية مخابرات مبارك، وهناك فشل سليمان في إرغامه على الاعتراف، فلم يكن أمامه سوى أن يقتل زميله التركمانستاني أمام عينيه كما لو أنه يفسخ دجاجة!.

 

 الصورة غير متاحة

محمد الدماطي

ومن جانبه يقول محمد الدماطي، مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين: إن عمر سليمان هو كاتم أسرار النظام ومطلع على العديد من الخبايا التي لا يعرفها أحد سواه، ولا توجد دلائل أو قرائن تدينه بالنسبة لقضايا المال والكسب غير المشروع، وكذلك قضايا قتل المتظاهرين؛ حيث لم يقدم أي شخص بلاغات ضده، مطالبًا بأن يتم التحقيق معه باعتباره أحد مسئولي النظام ومشاركًا فيما جرى من أحداث خلال فترة حكم مبارك، خاصةً منذ اندلاع الثورة المصرية.

 

ويضيف أن هناك جرائم تورط فيها عمر سليمان يجب محاسبته عليها، تشمل تصدير الغاز للكيان الصهيوني والسكوت عن فتح ملف الأسرى المصريين، وأيضًا، مسألة المبيدات المسرطنة والتي لا يمكن أن تكون المخابرات العامة بعيدة عنها؛ لأن المحكمة برئاسة المستشار عزت العشماوي أثبتت أن يوسف والي هو المستورد الرئيسي لها، ولا يمكن أن تكون تلك العمليات منقطعة الصلة بمدير المخابرات.

 

وحول إمكانية تطبيق قانون الغدر عليه يقول: إنه لا يصلح أن يطبق على أمثال عمر سليمان؛ لأنه فقط يلهي الناس عن القضايا الأساسية، فأقصى عقوباته العزل من الوظيفة والحرمان من العمل السياسي؛ مشيرًا إلى أن أي تعديل جديد على القانون سوف يسري بأثر فوري وليس بأثر رجعي.

 

ويؤكد الدماطي أنه لا خلافَ بأنه شريك أساسي في كل ما ارتكبه النظام، ولكن لم يقدم أحد أي دليل ضده، مشيرًا إلى أنه لو تقدَّم المشير حسين طنطاوي وأدلى بشهادته من الممكن أن يغير الكثير، ويكشف بعضًا من الغموض الذي يحيط بكل هذه القضايا، خاصةً ما جرى وقت الثورة، لافتًا النظر إلى أن أية جريمة قد ارتكبت لا تسقط بالتقادم.

 

غموض

 الصورة غير متاحة

د. محمود السقا

ويقول الدكتور محمود السقا، أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة: إن عمر سليمان رجل مخابرات محاط بالغموض بالنسبة لمَن هم خارج النظام، وهو يعرف الكثير من الأسرار وخاصةً أسرار مبارك، مضيفًا: "بعد الثورة سمعنا أن تحقيقًا يُجرى مع عمر سليمان، وتناقلت الأنباء أنه سوف يُقدَّم للمحاكمة، إلا أننا فوجئنا بأنه قد أصبح شاهد إثبات"، معربًا عن دهشته من غرابة الأمر وعدم تفسيره إلى الآن؛ مما يوحي بأن هناك لغزًا أو حلقة مفقودة يجب العثور عليها.

 

ويرى أنه لن يستطيع أي أحد أن يدين هذا الرجل ما دام لا يوجد دليل قطعي ويقيني بأنه متورط في جريمة من الجرائم التي ارتكبها مبارك إلا إذا اعترف هو بذلك؛ فالاعتراف سيد الأدلة، ولكن يستبعد أن يفعل ذلك، فلو تم التحقيق معه لن يدلي بالكثير، وسوف ينكر أي تهمة تُوجه له.

 

ويرجح السقا أن تكون مباحث أمن الدولة لديها الكثير عن عمر سليمان؛ لكنه عاد ليشكك في وجود تلك الأدلة الآن، خاصةً أن معظم الفاسدين قد أخذوا وقتهم في طمس كل الأدلة التي تدينهم.

 

علامات استفهام

 الصورة غير متاحة

 د. محمد جمال حشمت

ويقول الدكتور جمال حشمت، عضو الهيئة العليا بحزب الحرية والعدالة، أنه لا يوجد مسئول أو قيادة عليا لم يتورط في فساد مع النظام البائد فكل مسئول تولى منصب في عهد المخلوع وبقي به مدة طويلة من الزمن عليه أكثر من 100 ألف علامة استفهام وآخرهم عمر سليمان.

 

ويضيف أن عمر سليمان كان مسئولاً عن العديد من الملفات التي فشل فيها، بل يُقال إنه هو الذي كان يعمل على إفشالها مثل ملف القضية الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس، وكذلك قضية تقسيم السودان.

 

ويرى أن سليمان عمل على حماية النظام البائد باعتباره كان يستغل منصب المدير العام لجهاز المخابرات العامة، مشيرًا إلى أنه ربما سنحت له الفرصة لمحو أي دليل قد يدينه في المستقبل، مطالبًا النيابة العسكرية باستدعائه والتحقيق معه ويكون مقللاً من إمكانية حدوث ذلك قائلاً: "ربما لن تستدعيه مطلقًا لأن مَن ينظر إلى الأمور والغموض الذي يكتنفها يظن أن هناك صفقةً بين الجيش وعمر سليمان بألا يتم التحقيق معه".

 

 تحقيق سياسي

 الصورة غير متاحة

عبد الله السناوي

يقول الكاتب الصحفي عبد الله السناوي: إن الجانب السياسي من الشبهات التي تحوم حول عمر سليمان لا بدَّ من فتحها بطريقة واضحة وواسعة لمعرفة كيف كانت العلاقة تُدار بيننا وبين الكيان الصهيوني، والتحقيق في فشله في الملفات التي تولاها مثل ملف ليبيا والسودان ودول حوض النيل والإفشال الذي كان يتم للمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وكذلك حرب العراق وما جرى في كواليس الإعداد لها.

 

ويضيف أن كل هذه الملفات لا بدَّ أن تفتح حتى نرى مدى مطابقة ما حدث وسمعنا به بالموجود في الوثائق لدى وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية، فلا بدَّ أن يكون هناك لجان تحقيق سياسية؛ لمعرفة كيف كان يُدار الأمن القومي ومدى التفويض الذي كان ممنوحًا لعمر سليمان، موضحًا أن الدلائل تشير إلى أنه كان يخدم الأمن القومي الصهيوني وكذلك كواليس صفقة تصدير الغاز المصري للصهاينة، مؤكدًا أن هذه القضايا يلزمها تحقيق سياسي.