أكد د. عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع المنصورة، أن الشعب المصري يرى ادعاءات أمريكا باحترام الديمقراطية وحماية الحريات والحقوق أقوالاً وليست أفعالاً؛ حيث إن وعود الرئيس الأمريكي أوباما التي تعهد بها خلال زيارته لمصر لم يتحقق منها شيء، والناس تريد أن ترى مواقف ملموسة للحفاظ على الحقوق والحريات.

 

جاء ذلك خلال لقائه ميشيل بوستر، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان، بمنزل السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون، اليوم، بحضور الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر، والدكتورة منى مكرم عبيد، والأنبا أنطوان رفيق جريس رئيس المكتب الصحفي للطائفة الكاثوليكية، والسيد محمد أبو النفر ممثلاً عن نقابة الأشراف، وشادي سمير.

 

وأوضح الدكتور البر أن الحقوق والحريات لدى الإسلام مطلقة ولا ننحاز فيها لجانب على حساب جانب آخر مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)) (المائدة)؛ حيث إن القرآن الكريم نزلت فيه 9 آيات في سورة النساء لترد عن يهودي اتهمه بعض المنافقين زورًا لتؤكد أن الذي يفتري على الناس ولو كان مسلمًا حيال غيره من أصحاب الديانات الأخرى فإنه يرتكب إثمًا عظيمًا.

 

وتساءل عن مصادر إنفاق الأموال التي تضخها أمريكا للجمعيات الحقوقية في مصر، وهل السفارة الأمريكية على علم بهذا؟ قائلاً: إن جموع الشعب المصري تربط بين الأحداث الهدامة التي لحقت بالوطن أعقاب الثورة وبين المساعدات الأمريكية.

 

من جهتها أجابت السفيرة الأمريكية أن المعهد الأمريكي الذي تديره مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة له نظام حسابات معقد، وأن معظم الأموال تُنفق على التدريبات وأنشطة من هذا القبيل، موضحة حرصها على متابعة الأمر بشكل دقيق، وسعيهم من أجل العمل على حماية الحقوق والحريات.

 

وأكد د. البر خلال اللقاء أن سياسة التمييز التي تتبناها الإدارة الأمريكية حيال المسلمين يشكك في جديتها نحو رعاية الديمقراطية، مضيفًا أن مجتمعاتنا حدث بها ثورة تغيير، ويجب على السياسة الأمريكية أن تتغير، موضحًا أن اختيار الشعب المصري للإسلاميين ليس كما يدعي البعض أنه ناشئ عن اختيار ديني وإنما على أساس برامج أقنعت الشعب؛ حيث إن مرشحي الأحزاب الذين حصلوا على الأغلبية لهم وجود كبير بين المجتمع.

 

وقال: إنه لأول مرة يكون لمصر برلمان معبر عن الشعب وليس معبرًا عن هوى الحكومة؛ حيث إن الشعب سيقف بجانب البرلمان، وسيؤازره، ويجب على الجميع تقدير المواقف بشكل سليم، مضيفًا أن الدين مكون أساسي في قلوب الشعب، ودافع حقيقي نحو النهضة، وضمانة أساسية لحماية الحريات والحقوق، وأكد أنه لا يوجد ما يسمى بأحزاب دينية، ولكنها جميعًا أحزاب ذات مرجعية إسلامية.

 

وأضاف الدكتور محمود عزب أن ازدواجية الإدارة الأمريكية في تعاملها مع قضايا الحريات لدى المسلمين وغيرهم تثير الشكوك حيال جديتها في مساعيها لحماية حقوق الإنسان، موضحًا أن الأزهر له دور كبير في تجميع جميع الأطياف الوطنية في مصر عن طريق وثيقتي الأزهر.

 

وقالت د. منى مكرم عبيد: لا أخشى من صعود حزب الحرية والعدالة وظهوره بقوة في الساحة السياسية، ومتفائلة بالطرح الجيد الذي قدَّمه، خاصة وأنه لم يعد هناك ما يدعو إلى تشجيع الديكتاتورية في الوقت الذي أعلن الشعب مؤازرته للبرلمان والحكومة.