أكد صحفيون وإعلاميون أن الاستفتاء مهَّد لعودة الحريات والانفتاح الإعلامي، وأجواء المهنية لمصر بعد عهدٍ بائدٍ سيطر عليه التهميش والإقصاء والتشويه ضد المعارضة، وعلى رأسهم الإخوان.

 

أحد الصحفيين بجريدة (الدستور) تعرَّض لموقفٍ وصفه بالفريد؛ حيث رافقه طوال جولته في اللجان الانتخابية ضابط برتبة لواء، وعندما سأله عن السبب، قال له "عايزين نأمنك، ونطمن إن كل السكك مفتوحالك"!، ونفس الموقف تعرَّضت له صحفية بموقع (إخوان أون لاين) أثناء تغطيتها لسير عملية الاستفتاء، حيث رحَّب لواء شرطة بها في مدرسة الطبري بمصر الجديدة؛ وأفسح لها المجال لدخول اللجان بحريةٍ تامة، بل وطالب جنوده بتيسير أي عوائق تقع في وجهها.

 

قالت شيماء عبد الله مراسلة ببرنامج "مصر النهاردة" لـ(إخوان أون لاين) إنها تشعر بمساحة من الحرية غير عادية في يوم الاستفتاء؛ حيث سقطت كل الحدود الحمراء التي وضعها النظام البائد وأمن الدولة المنحل، الذي كان يفرض على الإعلاميين قيودًا عديدةً تعوقهم عن أداء مهنتهم، وكان يطلب منهم استئذان الأمن في كل خطوة، وتدلل على ذلك بأنها دخلت أغلب لجان المدرسة بكل حرية دون أن يملي عليها أحد أين تقف وإلى من تتحدث.

 

وأضاف محمود نديم "مخرج بإحدى برامج قناة الفضائية المصرية" أن كل الخطوط الحمراء سقطت، وكل الأغلال التي وضعها أمن الدولة للإعلاميين ذهبت ومنها عدم التحدث عن الرئيس وأسرته بالكامل وعدم ذكرهم بأي سوء، وغيرها الكثير.

 

وأوضح أن هناك قيودًا ما زالت موجودةً على الإعلاميين، ولكنها أقل بالتأكيد وموجهة في إطار معين، ولكن لم يحصلوا على حريتهم المطلقة.

 

وقالت سارة سامي "صحفية": "لن أخفيك سرًّا أننا في أوج سعادتنا لأنها تعتبر المرة الأولى التي يُسمح لنا فيها بالتحدث بكل شفافية، ووضوح أمام الرأي العام؛ حتى لو وصلت لدرجة مهاجمة النظام والمسئولين منذ نجاح ثورة 25 يناير، على عكس الإملاءات المخزية التي كان رؤساء التحرير يجبروننا على القيام بها طوال السنين الماضية، والتي كثيرًا ما كنا نعترض عليها؛ لأننا كنا نرى الحقيقة أمامنا ولا نستطيع كتابتها؛ نظرًا لإجبارنا على التوجه في طريق مجاملة الحكومة والمسئولين مهما كان الأمر".