ثورة غضب عارمة تفجرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عقب تقديم بعض أركان ورموز النظام البائد أوراق ترشحيهم أمام اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة وعلى رأسهم عمر سليمان نائب المخلوع ورئيس مخابراته، وأحمد شفيق رئيس وزرائه، وعمرو موسى وزير خارجيته، والذي شهدت وزارته أكبر نشاط للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

 

(إخوان أون لاين) تابع ثورة الشباب على الـ"فيس بوك" ضد ترشح الفلول وخاصة عمر سليمان للرئاسة.

 

نشرت الحملة المستقلة ضد ترشيح الفلول "ما يحكموش" صورة توصي بضرورة غلق الباب أمام مرشحي الفلول الثلاثة، وهم: "عمرو موسي وزير خارجية المخلوع الأسبق، وأحمد شفيق رئيس وزراء المخلوع، وعمر سليمان نائب المخلوع".

 

تداول الشباب صورة عمر سليمان وبجوارها يد تقطر دمًا، مع تحذير شديد اللهجة يقول: "اذهب لتنتخب عمر سليمان، ولكن هذه المرة لن تغمس أصبعك في الحبر الفسفوري، ولكن ستغمسه في دماء الشهداء".

 

ويعلق أحد المشتركين قائلاً: "ما هو دا اللي ناقص، نشيل حسني ونجيب حسين، وننتخب سليمان، هو ربنا كاتب علينا الظلم والهم طول العمر".

 وفي إطار فكاهي ذا مغزى سياسي يدل على أن ترشيح سليمان هو امتداد لعصر مبارك، وسيتبع أسلوبه في التعامل مع كل مَن يعارضه، وسحق المتظاهرين؛ حيث يدور حوار بين المخلوع وسليمان ورئيس الأركان سامي عنان، فيقول عنان: "أهم العيال دي اللي عملوا الثورة وعايزين نعتقلهم يا عمر بيه"، ويرد المخلوع: "ركز يا حبيبي الواد اللي واقف ع المنصة دا تجبهولي في شوال.. الطلعة دي بتاعتك يا عمر"، فيرد سليمان عليهما قائلاً: "التعذيب دا لعبيتي، وديني لألمهم واحد واحد، ما تقلقوش العملية هتخلص زي ما انتوا عايزين وأحسن".

 ونشر جروب "أمسك فلول" صورة لعمر سليمان تمسك به عدد من الأيادي، وإحداها تمسك به من رقبته، وكتب أعلاها "على جثتي"، في إشارة إلى أن المصريين لن يتركوا سليمان يفوز بالرئاسة إلا على جثثهم، ويصحبها تعليق يقول: "يا نخلي مصر جنة... يا نروح سوا الجنة".

 

وتنشر صفحة "عمو بطوط مرشح الرئاسة" بوستر لعمر سليمان يطير مثل "بات مان" وينطلق من صفيحة قمامة، ويصحبه تعليق يقول: "عمر سليمان رشح نفسه علشان خاطر عيون شباب مصر إللي مانزلوش في 25 يناير، وأهي فرصة للي مانزلش، واللي ماتصورش جنب الدبابة، واللي كان مسافر، واللي كان خايف، واللي كان مش فاهم، واللي كان مصدق التليفزيون المصري، ومنى الشاذلي، ومعتز الدمرداش، وخيري رمضان، وتامر أمين، وسيد علي وغيرهم من المتلونين والمتحولين، أهي الفرصة جت لكم تاني لحد عندكم".

 

ويضيف: "واللي ما شافش موقعة الجمل هيشوف موقعة الحمير والبغال، أهو علشان ماحدش يبقى له حجة، قناعك على وشك ولافتتك في إيدك والخوذة على رأسك والتحرير قدامك وشعارنا هو: "اللي خلع مبارك في 18 يوم يقدر يخلع سليمان في 18 دقيقة".

ونشر البعض صور لسليمان والإعلامية منى الشاذلي التي بكت على المخلوع أثناء الثورة، والتي بدأت حملة لتلميع عمر سليمان وبجوارها منظف أرضيات، وكتب عليها: "أول حملة تلميع لـ عمر سليمان تحت رعاية منى الشاذلي".

 

وأنشأ بعض الشباب صفحة باسم "أنا لن أنتخب عمر سليمان" وقاموا بوضع بطاقة تعارف له مكتوب فيها "عمر سليمان هو مبارك 2، واللي عايز يتعدم ويرجع تاني ينذل ينتخبه، وكله من أجلك أنت".

ولقيت الصورة التي يظهر فيها القائمين على حملة عمر سليمان الدعائية رافعين صورة المخلوع في مقرِّ الحملة استياء المشاركين في موقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن سليمان ترشح لإعادة زمن المخلوع.

وتنشر صفحة "أنت فاهم النت غلط" بوسترًا لسليمان مكتوبًا عليه: "كيف يرشح مصري عاقل رجل كان أول من دفع به حسني مبارك ليحل محله؟!"، ويتبعه تعليق أحد المشاركين قائلاً: "لو رشحت سليمان تبقى جبان وضيعت دم الشهداء".

 

 ونشرت صفحة "مشاغيب الفيس بوك" بوسترًا مكتوبًا عليه "ما زالت آثار الدماء على يديك، سنموت غرقانين".

ويقول خالد مدبولي مستنكرًا "كذبة أبريل.. عمر سليمان يقول: ترشحت لاستكمال أهداف الثورة".

 وتداول الشباب صورة للمخلوع ونائبه في إطار عملة معدنية وبجوارها بعض طلقات الرصاص وكتب أعلاها: "وجهان لعملة واحدة" بجوار نجمة داوود في إشارة لصهيونية الرجلين، وأسفلها عبارة "لا لسليمان" (NO SOLIMAN)، وفي أسفل الصورة كتب: "الطبخة استوت، وفرقنا الشعب، وبكده أقدر انزل انتخابات الرئاسة".

 

ونشر المهندس أبو الفضل بوسترًا لنائب المخلوع مكتوبًا عليه برنامج سليمان في انتخابات الرئاسة، وكان من أهم أولوياته وفقًا للبرنامج المنشور "إعادة ضخ الغاز المصري للصهاينة، والخروج الآمن للعسكر، براءة مبارك وأتباعه، واستكمال مسيرة الخصخصة، إعادة قانون الطوارئ، القضاء على الثورة والثوار، وعودة الفساد بقوة، فضلاً عن السيطرة الكاملة للصهاينة والأمريكان على الشعب المصري". 

 

 ووضع بعض الشباب صور عمر سليمان مكتوبًا عليها: "أنا لن أنتخب عمر سليمان" وجعلها صورة البروفايل الرئيسية الخاصة به.

 

وتنشر صفحة "مشاغيب الفيس بوك" بوسترًا على طريقة أسلوب الدعاية للشيخ حازم أبو إسماعيل مكتوبًا عليه "سنحيا تقريبًا" بدلاً من "سنحيا كرامًا"، عمر سليمان عميل للصهاينة، وفي الخلفية علم الكيان الصهيوني، وفي تعليق لمحمد أبو عطية مخاطبًا المصريين "إديني سبب واحد لانتخاب عمر سليمان؟!، ولا إحنا عايزين نضرب بالجزمة طول عمرنا من مبارك ونائبه!".

 فيما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لسليمان مع قادة الصهاينة مقترنة بوثيقة سرية نشرها موقع "وكيليكس" تؤكد ارتباطه الوثيق بالصهاينة.

 وأشارت الوثيقة المنشورة أن سليمان عرض على الصهاينة أن تدخل قواتها للأراضي المصرية لمواجهة تهريب الأسلحة لفلسطين، بالإضافة إلى وجود خط ساخن بين مكتبه والخارجيه الصهيونية منذ بدايه أحداث غزة الأخيرة.

 

وكشفت الوثيقة النقاب عن اجتماع بين كل من ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، وإيهود باراك وزير الدفاع الصهيوني، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية مع بداية اندلاع ثورة 25 يناير، وقرروا ترشيح سليمان لخلافة مبارك، وأجروا اتصالاً بسليمان وأبلغوه بالقرار، وطلبوا منه حثَّ الرئيس المخلوع على التنازل عن رئاسة الجمهورية للمجلس العسكري بالتعاون مع رئيس مخابراته الذي كان نائبه.

وتذكر الوثيقة أن السفارة الصهيونية في القاهرة أعدت تقريرًا بتكليف من رئيس وزراء الكيان عن الخليفة الأقدر على تحقيق المصالح الغربية والصهيونية بعد مبارك، ووصل التقرير إلى أن سليمان الرجل المناسب للكيان ليسير على نهج المخلوع.

 وفور إعلان نائب المخلوع عن ترشيحه للرئاسة نشرت صحيفة يديعوت الصهيونية على لسان مسئولين في الكيان أن ترشيح سليمان أفضل خبر يأتي من القاهرة منذ ثورة يناير.

 

ونشرت بعض الصفحات على "فيس بوك" إنجازات نائب المخلوع منها صفحة "بس يا سيدي... قومنا عاملين ثورة"، و"كلنا خالد سعيد"، و"الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة" وهي الانقسام الفلسطيني وضياع ملف القضية الفلسطينية المكلف بها، وحصار غزة وتجويع أهلها وقتلهم بمنعهم من السفر للعلاج، ومنع دخول الأدوية والغذاء.

 

بالإضافة إلى دوره في دفن النفايات الذرية والكيماوية في الأراضي المصرية، والسكوت عن استخدام الصهاينه لغاز الكيمتريل المدمر في سماء مصر.

 

كما حملوا سليمان المسئولية الأولى في حصول الآلاف من الشباب المصري على الجنسية الصهيونية، ودوره في صفقات مجدي راسخ للأسلحة، وحسين سالم المليئة بالمخالفات القانونية، والتي ترتبط بشكل وثيق بالأمن القومي المصري.

 

واتهموه أيضًا بالتستر على بناء شركة موبينيل لأعمدة إرسال في سيناء لتمرير المكالمات المصرية للكيان مباشرة، وموافقته على بيع الأراضي للأجانب والعرب، وتصدير الغاز للصهاينة.

 

وأشارو إلى دوره الكبير في تهريب الأموال خارج البلاد بعد اندلاع الثورة، وتهريب الوزراء المتهمين إلى الخارج.

 ونشر عدد من النشطاء نصائح في حالة وصول سليمان لكرسي الرئاسة، وهي: "تغير صورة بروفايلك بصورة أي فل من الفلول، وإعلان أن حسابك كان مسروقًا على الفيس بوك وإيميلك من يوم 25 يناير، وإنك إسترديت حسابك على الفيس بوك وليس لك أي صلة باللي فات، ولو كان ليك تصريح في الصحف والمجلات ضد الفلول فقم بتنزيل خبر تكذيب، ولو لك لقاء في التليفزيون أعلن أن هناك شخصًا ما انتحل خلقتك وشخصيتك".

 

"ولو معاك أي منشور ضد الفلول لا تقم بإحراقه قم بمضغه وابتلاعه فورًا، وانزل لأصحابك القدام بتوع آسفين يا مخلوع ورجع علاقتك بيهم تاني، واقطع علاقتك بكلِّ أصحابك الثوار لأنها خلاص أيام ومش هتشوفهم تاني، ما تسيبش دقيقة تمر من حياتك إلا وإنت بتقول الشهادة وبتذكر الله، وإوعى تنسى تتأسف للراجل اللي واقف ورا عمر سليمان على كل كلمة قولتها في حقه".

 وأرفقوا هذه النصائح بتصميم عليه صورة نائب المخلوع مع أسوار حديدية وكتب عليه "يا نتجمع في الميدان يا نتجمع في اللومان.. معًا ضد ترشيح عمر سليمان".

 

كما تداول بعض الشباب صورة من أحد الأفلام، وكتبوا في التعليق عليها: "عمر سليمان رشح نفسه، مبروك علينا الإعدام يا رجالة".

 

ويعلق حسن الصاوي على ترشيح عمر سليمان لرئاسة الجمهورية فيقول: "قعدتوا تقولوا المهدي المنتظر هو الشيخ حازم، ويوسف هذا العصر هو خيرت الشاطر، أهو جالكم المسيخ الدجال ذات نفسه".

وتنشر صفحة "يدا واحدة" تصميمًا عليه صور المهندس خيرت الشاطر، والشيخ صفوت حجازي، ود. محمد مرسي، والشيخ حازم صلاح كتب تحتها "لا يهمني من يرفع الراية، ولكن يهمني أن تُحمل الراية".

 

ويقول أحمد خليل: "حازمووووون، فاتحوووووون، شاطروووووون، مرسيوووووون، حجازيوووووون، كلنا إيد واحدة ضد الفلول".

 

ويبعث سامي الوكيل رسالة إلى عمر سليمان عبر "الفيس بوك" يقول فيها: "أمثالك مكانهم السجون وليس كرسي الرئاسة، هناك شباب انتفضوا ضد قاتل مجرم كنت أنت رئيس جهاز مخابراته وكنت تتفاوض باسمه وباسم قتلة الشهداء".

 

ويضيف: "ترشحك لرئاسة الجمهورية هو إهانة للشعب وإهانة لثورته، اعلم أن هناك شبابًا أقسموا على حماية هذه الثورة، واعلم أنك لن تصل لكرسي الحكم إلا فوق أجسادنا".

 

ويعلق محمود ناصف على صورة عمر سليمان ومعه عدد كبير من الإعلاميين وكتب عليها: "حزر فزر ماذا سيقول الهتيفة والسقيفة؟"، قائلاً: "الآن حصحص الحق أين من يدعون أنهم حماة الثورة، أين ممدوح حمزة، وإبراهيم عيسي، وعلاء الأسواني، وجورج إسحاق، وأبو العز الحريري، وأسامة الغزالي حرب، وائتلاف شباب الثورة، ويسري فودة، و..و..و، أين قنوات الثورة (التحرير، وأون تي في، وغيرها وغيرها..) ما لنا لا نسمع لهم صوتًا من المؤامرة التي تريد تسليم البلاد لعمر سليمان".

 

ويضيف: "صدعوا رءوسنا بالحديث عن الصفقات، ولا أجد اليوم من يهاجم ترشح سليمان أكثر من الإسلاميين وبعض الشرفاء القلائل، وكأن الآخرين النفعيين قالوا ما دمنا قد لفظنا الشعب في كل الصناديق فليأتي النظام القديم ومرحبا به، وعلى رأي علاء ولي الدين لف وارجع تاني".

 

فيما كتب أدمن صفحة "معًا لإسقاط الفلول": "أبو العز الحريري رافع قضية على الشاطر علشان يلغي العفو اللي أخده ومحدش اتكلم مع إنه رافع شعار يسقط حكم العسكر، الجمعية الوطنية للتغيير رافعة قضية ضد ترشيح الشاطر والعوا ومش رافعين ضد شفيق ولا سليمان، رامي لكح الثوري بيؤيد عمر سليمان، ومصطفى النجار مؤسس حزب العدل فصل ناس عنده في الحزب علشان رافعين لافتات ضد عمرو موسى ومحدش فتح بقه، ناس ثوريين هينتخبو عمر سليمان علشان يبقى ضد الإخوان مع أنهم سبحان الله بيقولوا يسقط حكم العسكر، ده على أساس أن عمر سليمان خريج أزهري".

 

ويضيف: "أبو حامد رايح لبنان ببقول لسمير جعجع أنت ملهمنا يا سيدي ومحدش فتح بقه، إنما أي حد من الإسلاميين يتكلم أو يعمل حاجة يبقى خاين وعميل وكاذب... أفيقو يرحمكم الله".