الثورات الشعبية بدأت، ولن تتوقف حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً..

 

وللثورات أحوال، ولكل حال مقال، ومما يجب أن يقال (نعم) أو (لا) تفريقًا بين الحق والباطل، و(الصلاح)، و(الفساد).. ومما يجب فيه القول بـ(نعم) أو (لا)، على طريقة الاستفتاءات المعاصرة:

 

في مصر: (نعم)، قامت الثورة على الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي، والعصف بأمن الناس، العصف المحيط بالحاضر والمستقبل..

 

ونعم للتعديلات الدستورية المؤقتة، ثم صياغة الدستور الدائم، بعد أن نمر من عنق الزجاجة الضيق الذي حشرنا فيه الآن.

 

و(لا) وألف لا للطائفية التي يشعلها بعض القساوسة المحليِّين ورئيسهم، ونصارى المهجر- الذين تصهينوا- لمحاولة تحقيق مطالب طائفية رعناء تتجاوز رفع الظلم الذي حاق بجميع المصريين خلال عقود مضت..

 

و(لا)، وألف لا لمحاولات إقرار الوثنيات السياسية.. تلك الوثنيات التي يراد بها طمس الطبيعة الإيمانية لمصر، الطبيعة الإيمانية التي كست مصر منذ النبي إدريس عليه السلام (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)) (مريم).

 

وفي تونس: (نعم)، لمثلها نهضت مصر، ونجحت الثورة في خلع الطاغية، فرعون زماننا.. و(لا)، وألف لا للبقاء في خندق التبعية لفرنسا أو إيطاليا، تبعية حاولت إزاحة ملامح الشخصية العربية الإسلامية عن تونس القيروان والزيتونة، تونس المغرب العربي الإسلامي.

 

وفي السعودية: (نعم)، للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية أيضًا؛ حتى لا يُساق المجتمع بمذهب فقهي واحد، بل برأي واحد في المذهب الواحد! رغم تعدد الفتاوى!
و(نعم)، لإصلاح المفاسد المعلومة لدى العائلة المالكة، وهي معروفة ومذاعة وأشهرها المخصصات الملكية، وقد أذاعها المصلحون لا الإصلاحيون بلغة المفسدين الذين يقصدون التغلغل بأفكارهم المستوردة، وتناغمهم مع الشرق أو الغرب في ديارنا..

 

و(لا)، وألف لا للطائفية الشيعية.. وللعلمانية (الوثنية التشريعية) في ديار مكة والمدينة.

 

وفي البحرين: (نعم) لإصلاح المفاسد أو الموروثات السياسية والاجتماعية والاقتصادية غير المناسبة لحياة المجتمع المسلم..

 

و(لا)، وألف لا للطائفية الشيعية، وكفانا ما كان- ولا يزال- في إيران ضد أهل السنة، ولا نريد أن نسترجع ما حدث من الصفويين، ولنعش زماننا بتوافق يخدم أوطاننا ومجتمعاتنا.

 

وفي اليمن (نعم)، للإصلاحات في جوانب الحياة، حتى ولو تمَّت بإزاحة الرئيس وشراذمه..
ولكن (لا)، وألف لا لتقسيم اليمن إلى شمال وجنوب، أو على أساس طائفي شيعي يمزق النسيج اليمني، أو على أساس ماركسي أحمر ولا حتى برتقالي.

 

وفي إريتريا: (نعم)، لإزاحة شراذم أسياسي أفورقي صاحب معسكرات "الورود الحمراء" ومعسكرات هتك أعراض النساء الشريفات لإنتاج جيل من اللقطاء، يستخدمهم طاغية إريتريا الآن في توطيد حكمه بعيدًا عن روابط الأسرة والعائلة..

 

و(لا) وألف لا لبقاء إريتريا خارج المنظومة العربية الإسلامية، وهي أول ديار دخلها الإسلام في الطريق إلى الحبشة حيث حدثت الهجرتان إليها.

 

وفي ليبيا: (نعم) للثورة الهادرة على المجنون باعتراف العالم الآن.. الثورة على أفكاره العفنة التي سطرها فيما يسمَّى بـ"الكتاب الأخضر"، ويشهد الناس أن البرسيم الأخضر علف المواشي يأتينا بالحليب- بصناعة الله- ولم يأتِ الكتاب الأخضر إلا بالخبال، وتضييع الشعب الليبي أكثر من أربعة عقود.

 

وفي الجزائر: (نعم)، للإصلاحات المطلوبة شعبيًّا، وتعويضًا عن سرقة العسكر لإرادة الشعب عام 1991م..

 

و(لا)، وألف لا للاستمرار الموصوف بالاستقرار على أشلاء العمليات القذرة، وقتل الشعب بالعصابات الحاكمة التي أتت ببوتفليقة.

 

وفي المغرب: (نعم)، للإصلاحات المطروحة للمناقشة، فبالحوار تعالج الأمور..

 

و(لا)، وألف لا لانفصال الصحراء عن المغرب، وكفانًا جنوب السودان وتيمور الشرقية.

 

وفي جميع الساحات: نعم للإصلاحات بواسطة المصلحين حسب القيم الإنسانية السامية، قيم الدين، والأعراف السليمة غير المناهضة لعقائد مجتمعاتنا، قيم الحرية والعدالة، والأخلاق الفاضلة.

 

تلك كانت إطلالةً سريعةً على الثورات التي قامت أو لا تزال قائمةً في بعض بلدان العرب والمسلمين.