بسم الله الرحمن الرحيم

"وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (آل عمران:  146).

إن ما شاهده الجميع من تفاعل وتعاطف أحرار العالم مع استشهاد الرئيس الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، يؤكد قناعة شعوب العالم الحر بعدالة القضية الوطنية المصرية، ورفضها الانقلاب العسكري وجرائمه، رغم المحاولات المستمرة من هذا الانقلاب لاستجداء شرعية زائفة بدعم من قوى إقليمية ودولية.

وجماعة الإخوان المسلمين إذ تثمن تعاطف كل الأحرار وحراكهم الرافض لجرائم الانقلاب، فإنهم ينفون جملةً وتفصيلاً كل ما تروّج له وسائل إعلام إقليمية ودولية عن اقتراب الانقلاب العسكري من انتزاع اعتراف بشرعيته كأمر واقع من قادة الجماعة داخل السجون، فهذا محض أحلام ولا يمتُّ للحقيقة بِصِلة، وتعلن الجماعة للكافة أنها بقادتها وأفرادها - سواء في داخل سجون الانقلاب أو خارجها - قوية البنيان، عصية على الانكسار أو الاختراق، بفضل الله تعالى.

وتؤكد الجماعة أن كل محاولات الانقلاب إحداث فتنة داخلية لشق صفها قد باءت بالفشل، فأبناء الجماعة وقادتها قد حطموا هذه المحاولات على صخرة الصمود التي بدت جلية في ملاحم الشهداء الذين يرتقون ثابتين على مبادئهم، وأقربهم عهدًا الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي ارتقى منتصب القامة، مرفوع الهَامَة.

كما تؤكد الجماعة أنها - كالعهد بها - ماضية في مسيرة كفاحها مع أبناء الشعب المصري الأحرار، لتحقيق مطالبه العادلة ومناصرة كافة قضايا الأمة، وفي القلب منها قضية فلسطين والقدس والأقصى، والدفاع في شتى المحافل وأمام كل الجهات عن ثوابتها ومنهجها وفكرها الوسطي المعتدل، تلك القضايا والثوابت التي استشهد من أجلها الرئيس محمد مرسي وإخوانه، ويدفع ضريبتها اليوم عشرات الآلاف من المعتقلين من كل القوى السياسية المصرية، وستتواصل هذه المسيرة - بإذن الله - حتى تتم إزاحة هذا الانقلاب واستعادة الإرادة الشعبية الحرة.

وتشدد الجماعة على ثقتها التامة في ثبات أفرادها على ما استشهد عليه الرئيس محمد مرسي - يرحمه الله - واستعدادها لبذل الغالي والنفيس حتى ينال الشعب المصري حقوقه كاملة في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

وتتوجه الجماعة إلى كافة القوى الوطنية للعمل على تحقيق وحدة الصف الوطني دعمًا للعمل المشترك من أجل الخلاص من الحكم العسكري الفاشي، انطلاقًا مما أكده الرئيس الشهيد: "لن نعطي الدنية من وطننا أو ديننا ولن ننزل على رأي الفسدة"، ولن ندخر وسعًا من أجل تحقيق القصاص العادل لرئيسنا وشهدائنا في محاكمة عادلة وأمام قضاء نزيه، إن شاء الله.

هذا عهد وميثاق مع الله عزوجل، ثباتًا على الحق، ورفضًا للظلم، وإرغامًا للباطل، إن الباطل كان زهوقًا "...وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: من الآية 40).

الإخوان المسلمون 

السبت ٢٥ شوال ١٤٤٠ هجرية - ٢٩ يونيو ٢٠١٩ ميلادية.