بقلم: الصحفي عماد الإفرنجي

الهبَّة الجماهيرية التي دشنها د. نزار ريان القيادي في حركة حماس مطلع الأسبوع في مخيم جباليا بالتصدي لإرهاب وغطرسة الاحتلال في قصف منازل المجاهدين ورجال المقاومة عبر تنظيم دروع بشرية تتمركز في المنزل المستهدف.. تمثل إبداعًا جديدًا للشعب الفلسطيني الذي يُثبت في كل مرحلة قدرته على ابتكار أشكال جديدة من المقاومة والصمود، وتحدي للخوف والإرهاب الإسرائيلي.

 

فبينما عجزت جيوش العرب وآلاتهم الحربية الصدِئَة، وهيئة الأمم المتحدة عن حماية منازل المجاهدين وحرائر فلسطين، خرج شعبنا بفصائله الوطنية والإسلامية بشبابه وشيوخه ونسائه ليضرب مثلاً جديدًا في الوحدة والتضحية والفداء، فلم تعد القيادة الصهيونية تنفذ تهديدها بسهولة بعد دقائق من التهديد لصاحب المنزل، فما إن يحدث الاتصال الهاتفي حتى يحتشد مئات الشبان في المنزل يبايعون على الموت دون قصف المنزل، خطوة وإن جاءت متأخرةً قليلاً، لكنها وجَّهت رسالةً واضحةً لجيش الاحتلال وأركان حكومته أن شعبنا لن يترك من يحمل عبء المقاومة فريسةً سائغةً لهم ونحن نتفرج، وعكست صورةً حقيقيةً للحاضنة الجماهيرية للمقاومة التي باتت مثل خيار الغالبية العظمى من الفلسطينيين.

 

ما أود التركيز عليه في هذه السطور هو أهمية وضرورة المواكبة الإعلامية للدروع البشرية الفلسطينية خلال حمايتها للمنازل، فشعبنا الفلسطيني يخوض معركة أخرى مرادفة للمعركة العسكرية وصراع الأدمغة، إنها حرب الكلمة والصورة والخبر في مواجهة الدعاية الصهيونية السوداء.

 

سلاح شعبنا الفلسطيني بسيط يتركز في صموده ودمائه النازفة ومقاومته المتصاعدة ووحدته الراسخة، وأيضًا سلاح الإعلام الذي لا يمكن حسم المعركة دون إجادة استخدامه وتوظيفه، الأمر الذي يتطلَّب منا كصحفيين ومؤسسات إعلامية رسمية وأهلية وخاصة تجنيد كل أداوتنا في سبيل كسْبِ المعركة الإعلامية الدائرة مع الاحتلال والتي ركيزتها الأساسية المهنية والمصداقية.

 

وأنا على يقين أن ما حدث أجْبَرَ قيادة الاحتلال على إعادة حساباتها، وأفشل مخططاتها في السير قدمًا بسياسة قصف المنازل، وعجزها عن فرض هذه السياسة أمرًا واقعًا ومقبولاً بين أبناء شعبنا الصامد.

 

ربما انشغل الإعلام والصحفيون قليلاً في قضية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بصورة أخلَّت نسبيًّا في التركيز على جرائم الاحتلال وتفاقم عمليات الاستيلاء على أراضي القدس وتصعيد وتيرة الاستيطان بالضفة الفلسطينية والمجازر المبرمجة والاغتيالات، وهو ما يجب إعادة النظر فيه، وإعادة البوصلة الإعلامية في التركيز على إرهاب الاحتلال وعدوانه ضد شعبنا.

 

على أية حال الهبَّة الجماهيرية الطيبة التي نفَّذها شعبُنا تحتاج من الإعلام الفلسطيني عناصر الدعم والمساندة، الأمر الذي يضع على كاهل كل صحفي وإعلامي ومؤسسة وإذاعة وصحيفة وتلفزيون وقناة فضائية مسئوليةً كبيرةً لا أعتقد أنها تخفَى على أحد منهم.

 

وترجمة هذا الدعم الإعلامي تتطلب مواكبة الإعلام الفلسطيني لكل النشاطات والفعاليات والهبات الجماهيرية التي يقوم بها شعبنا بهدف حماية منازل المقاومين، فممنوع أن تغيب الكاميرا والصورة والخبر عن مكان الحدث، عليها أن تكون حاضرةً دائمًا، فالإبداع الجماهيري يحتاج إلى رافعة سياسية وإعلامية وجماهيرية من العرب والمسلمين وأحرار العالم بنقل الصورة الحية والحقيقية عما يدور على أرض فلسطين عبر تجنيد وسائل إعلامهم لخدمة النضال الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال.

 

 الصورة غير متاحة

 إسماعيل هنية

وعلى الصعيد الفلسطيني يتطلَّب الأمر ضرورة تواجد شخصيات فلسطينية لها حضورها الإعلامي لتقوم بزيارات ميدانية تضامنية إلى المنازل المستهدفة كالر