- سوف نستقبل أسطول الحرية بـ100 قارب

- تصدي الاحتلال للسفن القادمة اعتداء على 50 دولةً

- الاحتلال مرتبك وكل الخيارات مطروحة

 

غزة- براء محمود:

حذَّر النائب المهندس جمال ناجي الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار؛ الاحتلال الصهيوني من مغبة الاعتداء على أسطول الحرية أو المشاركين فيه، مشددًا على أن أي اعتداء على هذا الأسطول هو بمثابة اعتداء على أكثر من 50 دولةً هي بلاد المشاركين في هذا الأسطول البحري القادم لكسر الحصار عن غزة.

 

وأكد الخضري في حوار لـ(إخوان أون لاين) من منطقة جنوب غزة أن لجنته واللجنة الحكومية والدولية لكسر حصار غزة استكملت كافة الاستعدادات المتعلقة باستقبال أسطول الحرية لغزة.

 

وقال: "سوف نخرج بـ100 قارب في عرض البحر محملة بالصحفيين والإعلاميين والشخصيات الاعتبارية والفرق الكشَّفية وذوي الشهداء في نفس يوم وصول السفن لغزة، ونحن نريد من وراء هذا الخروج في عرض البحر ممارسة ضغط إعلامي على الاحتلال".

 

وأضاف:" سيتم أيضًا إطلاق بالونات هوائية في عرض البحر تحمل صور الشهداء من أبناء شعبنا، وتحمل أسماء لبعض رموز الأطفال الشهداء، مثل هدى غالية وفارس عودة، وتحمل أيضًا أسماء بعض العائلات التي أبادها الاحتلال، مثل عائلة السموني والداية وغيرها؛ لنقول للعالم بأن هذا الحصار كان له آثار تدميرية خطيرة على شعبنا الفلسطيني"... وإلى نص الحديث:

** بدايةً ما آخر استعدادات اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار لاستقبال القافلة الجديدة؟

أهم الاستعدادات تتمثل في الخروج بـ100 قارب فلسطيني في عرض البحر، محملة بالصحفيين والإعلاميين والشخصيات الاعتبارية والفرق الكشَّفية وذوي الشهداء واللجان الأخرى المتابعة لقضية الحصار في نفس يوم وصول السفن لغزة، ونحن نريد من وراء هذا الخروج في عرض البحر ممارسة ضغط إعلامي على الاحتلال، وسيتم أيضًا إطلاق بالونات هوائية في عرض البحر تحمل صور الشهداء من أبناء شعبنا، وتحمل أسماءً لبعض رموز الأطفال الشهداء، مثل هدى غالية وفارس عودة، وتحمل أيضًا أسماء بعض العائلات التي أبادها الاحتلال، مثل عائلة السموني والداية وغيرها؛ لنقول للعالم بأن هذا الحصار كان له آثار تدميرية خطيرة على شعبنا الفلسطيني.

 

* ما أبرز الشخصيات المشاركة في أسطول الحرية لغزة؟

** أبرز المشاركين أعضاء من البرلمان الأوروبي والألماني والإيطالي والأيرلندي، وهناك من ماليزيا وأعضاء برلمان تركيا والجزائر ومصر، وأكثر من 50 شخصية اعتبارية، وهناك عضو الكنيست العربي حنين زعبي، والشيخ رائد صلاح، ومحمد زيدان رئيس لجنة المتابعة في فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى أكثر من 750 شخصية تأتي من 50 دولة من العالم، وهذا يعتبر أكبر تحالف دولي يتشكل ضد الحصار ومن أجل كسر هذا الحصار؛ بشخصيات مرموقة وشخصيات وازنة، وهناك أيضًا السيد يولند يلدين رئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) وهو أحد قادة هذه الحملة وهذا الأسطول، وهناك بعض القادة من حركة غزة الحرة، ومجموعة من الشخصيات التي كان لها دور بارز في تحريك السفن بالماضي، وحركة غزة الحرة كان لها دور مميز في هذا الجانب.

 

رسالة الأسطول

* ما الرسالة والدلالة التي يحملها هذا الأسطول؟

** سواء مؤسسات أو شعبًا أو حكومة، كلهم يعملون من أجل كسر حصار غزة، فقد قالت تركيا إنها لن تطبع مع الاحتلال إلا بعدما ينهي الحصار مع غزة، وبالتالي فدخول تركيا على الخط كان له دور بارز في تقوية هذا الأسطول البحري، ثم فإن الدروس المستفادة من الرحلات السابقة، أن "الكيان الصهيوني" منع 4 رحلات بعد نجاح 5 من الوصول إلى غزة؛ لأنها أيقنت أن هناك رد فعل إيجابي ونتائج إيجابية من هذه السفن، فقرر "الكيان الصهيوني" وقفها، وبكل قوة عندما كانت تأتي تلك السفن بشكل منفرد، فكان التفكير في أن تأتي السفن مجتمعة مرة واحدة؛ من أجل أن يكون هناك صعوبة صهيونية في مواجهتها ومنعها؛ لذلك أخذت هذه الرحلة أهمية بالغة بفضل الوجود التركي، وبفضل التحالف الدولي الذي تشكَّل وعدد المتضامنين القادمين من أكثر من 50 دولة ونوعيات هؤلاء المتضامنين، وتوقيت هذه الرحلة الذي يأتي في وقت يشتد فيه الحصار على قطاع غزة، وتصاعد المطالبات الدولية بإنهاء هذا الحصار، كما أنها تأتي بعد حرب مر عليها أكثر من عام ونصف بعدما وُعد الشعب الفلسطيني بإعادة الإعمار، فجاءت هذه السفن وهي تحمل مواد البناء؛ لتقول للعالم "أنت وعدت بالإعمار ولم تنفذ ونحن قادمون إليها لنعيد بناءها"، وذلك بهدف الضغط على "الكيان الصهيوني" لتفتح المعابر وتتم عملية الإعمار.

 

ارتباك الاحتلال

* الاحتلال هدَّد باعتراض الأسطول القادم لغزة ومنعه بالقوة، كيف ستتعاملون إزاء ذلك؟

 الصورة غير متاحة

السفن الحربية الصهيونية اعتادت القرصنة في المياه الدولية

** تصريحات الكيان الصهيوني تشهد تناقضًا كبيرًا منذ أسبوعين وحتى الآن، وهذا إن دلَّ على شيء يدل على أن "الكيان الصهيوني" بالفعل في ورطة حقيقية، ولا يعرف كيف يتصدى لهذا الأسطول..!! والآن تتصاعد هذه الحملة، خاصة مع إعلان ساعة الصفر لانطلاق هذه السفن من موانئ مختلفة.

 

الاحتلال يصِّعد هذه اللحظة؛ ليحاول أن يؤثر على معنويات المتضامنين بإيهامهم أنهم قادمون إلى الموت أو الجحيم والاعتقال وغيره، ولكن هذه المحاولات تبوء بالفشل لأن المتضامنين قادمون، ويعلمون جيدًا أنهم جاءوا من أجل غزة، ونحن نقول: إن هؤلاء المتضامنين أبطال حقيقيون، يجب أن يُحيوا ويُحترموا، وفي حال اعتراض السفن أعتقد أن 50 دولة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال اعتراض هذا العمل، فهؤلاء برلمانيون وشخصيات اعتبارية والاعتداء عليهم يعتبر اعتداءً على دولهم ومؤسساتهم، وأعتقد باختصار أن اليوم "الكيان الصهيوني" في كفة، والعالم في كفة أخرى، وأعتقد أن أي اعتراض لهذه السفن سيكلف "الكيان الصهيوني" الكثير من الثمن.

 

* هل هناك ضمانات لسلامة وأمن المشاركين في الأسطول؟

** لا يوجد هناك أي ضمانات لسلامتهم، و"الكيان الصهيوني" قوة عسكرية يمتلك من المعدات والوسائل الشيء الكثير، ومن الممكن أن يقوم بما لا يحمد عقباه.

 

* ألا تخشون استخدام الاحتلال لذات السيناريو الذي استخدمه سابقًا مع السفينة اللبنانية؟

** هناك فرق ما بين سفينة الأخوة اللبنانية وهذا الأسطول، فقد كانت سفينة واحدة وعليها عدد قليل من المتضامنين وسهل التعامل معهم، ولكن نحن نتحدث اليوم عن سفن ضخمة وكبيرة من الممكن أن تحمل إحداها 1000 متضامن، وعملية قيام "الكيان الصهيوني" بالسيطرة على هذه السفينة أمر صعب، وإذا أراد أن يحدث هناك مواجهة فهذا سيكون له عواقب وخيمة لن تقف أمامها تركيا والعالم مكتوفي الأيدي تجاه الاعتداء على هذه الشخصيات الاعتبارية، وأنا أقول: "الكيان الصهيوني" يقول إنه انسحب من غزة؛ لذا فمن حقنا أن يكون لنا ممرُّ مائي، وانتفاضة السفن تتجدد باستمرار، وهذا هو الشعار الذي نعمل من أجله.

 

* ما جدول أعمال المشاركين في الأسطول بعد وصولهم لغزة؟

** البرنامج تمَّ إعداده بشراكة بين اللجنة الشعبية والحكومية والدولية، وهو برنامج حافل يتخلله لقاءات مع مسئولين وأسر الضحايا والمشردين وأسر الأسرى والشهداء، وسيكون هناك زيارات لهذه المناطق المنكوبة للاطلاع على أوضاعها، وسيكون هناك مؤتمران، أحدهما دولي لوزارة الأسرى والمحررين، والآخر تنظمه اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بعد ألف يوم من حصار غزة.

 

* كم يبلغ عدد السفن المشاركة في الأسطول وما أبرز المساعدات التي تحملها؟

** العدد الإجمالي للسفن هو 8، سفينة انطلقت من أيرلندا و3 سفن تنطلق من تركيا، و4 سفن تنطلق من اليونان، وهناك دعم مالي لهذه السفن من جهات أخرى، مثل ماليزيا والجزائر والكويت والأردن والمغرب وكثير من الدول التي قدمت مساعدات للمتضامنين، ومؤسسة (IHH) التركية في هذه الرحلة المهمة، أمَّا أهم ما تحمله فهو مواد البناء؛ في إشارة رمزية بضرورة الشروع في إعادة الإعمار، كما تحمل المولدات الكهربائية والكراسي الكهربائية للمعوقين، بالإضافة إلى نوع من حليب الأطفال المفقود من قطاع غزة، وهو غالي الثمن، وهناك بعض المستهلكات الطبية والمواد الغذائية والأخشاب والقرطاسية، والكثير الكثير من الاحتياجات اليومية لأبناء شعبنا في غزة.

 

أين الحصار

* الاحتلال وضمن حربه النفسية يدَّعي أن قطاع غزة لا يعيش حصارًا، كيف تردون على ذلك؟

 الصورة غير متاحة

إحدى سفن أسطول الحرية متجهة إلى غزة

**
يعني إذا كانت غزة لا تعيش حالة من الحصار، فالمفترض ألا يمنع السفن من الوصول إلى غزة، ولا يغلق المعابر مع القطاع، ويمنع إدخال مواد البناء.. أين الإعمار في غزة إن كان لا يوجد هناك حصار لها وهناك أكثر من 3300 مصنع وورشة مغلقة في غزة؛ لمنع دخول مواد البناء والمواد الخام إلى غزة، وغزة بحاجة إلى دخول 800 شاحنة إليها في الوضع الطبيعي؟!! واليوم إذا تمَّ فتح المعابر فغزة تحتاج يوميًّا لأكثر من 1500 شاحنة يوميًّا، وعلى الجانب الآخر فإجمالي ما يمكن أن يدخله الاحتلال يوميًّا لا يتجاوز 120 شاحنة من بينها المساعدات والوقود، وهذا أكبر دليل على وجود الحصار، ثم إن كل المؤسسات الحقوقية والدولية تقول بأن الاحتلال يرتكب جريمةً حقيقيةً وعقابًا جماعيًّا للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، فقضية الحصار من عدمه هي حالة واقعية، والكل يعيشها ويطالب "الكيان الصهيوني" بوقفها وإنهائها.

 

* ضحايا الحصار في ازدياد مستمر، كيف تتعاملون في اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار مع هذا الواقع؟

** قضية ضحايا الحصار سوف تستمر في الوضع الحالي، فالناس يحتاجون كل يوم إلى الدواء والعلاج، وهناك أكثر 120 صنفًا من الدواء رصيدها صفر في المستشفيات، وهناك أيضًا أكثر من 200 من المستهلكات الطبية أيضًا رصيدها صفر في المستشفيات، وهذا يعرِّض حياة المواطنين للخطر، وعدم التحرك للمستشفيات؛ كله يؤثر على حياة المرضى، وهناك أكثر من 40% من المحولين لمستشفيات الاحتلال، والضفة الغربية يمنعهم "الكيان الصهيوني"، ويقول إنهم ممنوعون أمنيًّا، وهذا يعرِّض حياتهم للخطر الشديد، وطالما أن هذا الحصار موجود فسوف يستمر هذا العدد في الزيادة والتصاعد.

 

* كيف تقيِّمون الوضع في غزة على مختلف الأصعدة بعد مرور أكثر من 1000 يوم على الحصار؟

** لا يزال الوضع يحتاج إلى قوة دولية وعربية وإسلامية تمارس ضغطًا على "الكيان الصهيوني"، ولا يمكن أن يُرفع هذا الحصار إلا بتشكيل تحالف دولي عربي إسلامي ضاغط على الاحتلال الصهيوني، ولا بد للعالم أن يوقف "الكيان الصهيوني" عند حده، فهي الطفل المدلل الذي يفعل أي شيء بالطريقة التي يراها مناسبة له دون حسيب ولا رقيب، ولعل الدليل هو السفن القادمة، ويجب على العالم أن يقف وقفة جادة إذا اعترض "الكيان الصهيوني" هذه السفن، وأمتنا العربية والإسلامية تمتلك الكثير من الإمكانيات، وهي مطالبة أن تستخدمها لتعزز الصمود لشعبنا الفلسطيني وتكسر الحصار عنه، ولكن إرادة كسر الحصار لا تمتلكها حتى الآن أمتنا العربية والإسلامية.

 

* ما الحلول التي نمتلكها لمواجهة هذا الحصار؟

** تعزيز الصمود والاعتماد الذاتي، وإقامة المشروعات الحيوية التي تمس القطاعات المختلفة، مثل مشروعات تشغيل العمال ومشروعات تشغيل الخريجين، والعمل عن بعد وتنمية القطاع الزراعي، وإعادة تأهيل المناطق الزراعية المدمرة، ومشروعات دعم الطلاب الجامعيين والأسر المنتجة والصناعات الصغيرة وغيرها، وأنا أعتقد أنه لا بد من التركيز على هذه المشروعات التي تحد من مشكلة البطالة، وتزيد من العملية الإنتاجية التي توفر الحياة الكريمة للناس، ويعين المواطن على الصمود.

 

التفاعل الدولي

* لقد قمت بجولات خارجية متعددة، كيف تقيم تأثيراتها على القضية الفلسطينية؟

** تواصلنا مع العالم ونقلنا صورة حقيقية عما يُجرى في غزة، قمنا بنقل صورة الحصار وآثاره التدميرية، ونقلنا صورة المعاناة وواقع الحال الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني، وتواصلنا مع شخصيات وازنة وبرلمانية وشعبية ومؤسساتية، وطرحنا كل هذه الحلول التي تحدثنا عنها قبل قليل وكل هذه المشروعات، وكان لهذه الزيارات بعض الآثار الإيجابية؛ لأن يكون هناك بعض الدعم لبعض أبناء شعبنا تحت شعار تعزيز الصمود لشعبنا الفلسطيني، كل هذه الجهود وغيرها والتي تُبذل لها أثر كبير في تعزيز الصمود الفلسطيني، وأنا أقول: إنه لولا الصمود الفلسطيني لما حدث هذا التحرك الشعبي والجماهيري من مختلف دول العالم.

 

* وكيف ينظر العرب والغرب لموضوع حصار غزة بعد مرور أكثر من 1000 يوم عليه؟

** التعاطف الشعبي والجماهيري من الدول العربية والإسلامية وباقي الدول هو بطريقة لا يتخيلها العقل الفلسطيني، فهم يحملون كل مشاعر الحب والتقدير لغزة، والرغبة الحقيقية في القدوم إلى غزة، وأنا أتلقى عشرات الاتصالات اليومية التي تطالب أن تكون ضمن هذا الأسطول، وهذا على الرغم من التهديدات الكبيرة للاحتلال.