أرسل الله تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ (الأنبياء)، وتجلَّت هذه الرحمة في إنزال منهج رباني، تسعد البشرية باتباعه، وتشقى بالبعد عنه، ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ (طه)، وعمدة هذا المنهج الرباني هو القرآن الكريم ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (النحل: من الآية 89)، وشارح هذا المنهج هو الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وقد علم المسلمون وظيفة القرآن ومهمة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، فكانوا يسألونه في كلِّ أمور حياتهم، ولم يقتصر سؤالهم على العبادات المحضة كالصلاة والصيام، بل شمل سؤالهم كل مناحي الحياة؛ لأنهم يعلمون أن الإسلام جاء ليكون منهج حياة، ولذلك تكرر في القرآن الكريم لفظ ﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ في مواطن شتَّى، ولمواضيع مختلفة، ففي المال والاقتصاد ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ﴾ (البقرة: من الآية 215)، وفي الاجتماع ﴿ويَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى﴾ (البقرة: من الآية220)، وفي القانون والتشريع ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ﴾ (النساء: من الآية 176)، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ﴾ (البقرة: من الآية 219)، وفي العلوم والفلك ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾ (البقرة: من الآية189)، بل في العلاقات الزوجية الخاصة ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ (البقرة: من الآية 222)، وهكذا علم المسلمون أن دينهم شامل، وأن كتابهم منهج متكامل، وأن رسولهم صلى الله عليه وسلم هو المرجعية الأولى لهذا المنهج.

 

وعلى هذا الأساس أقام الرسول صلى الله عليه وسلم أول دولة في الإسلام، بل غيَّر اسم "يثرب" إلى "المدينة".

 

ولما لقي النبي صلى الله عليه وسلم ربه قام الصحابة من بعده بالسير على نفس المنهج؛ حيث انشغل الصحابة عن دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم" بتنصيب الخليفة "أبا بكر"، لأنهم يعلمون أن واجب الإسلام الأول وفريضة الوقت هو مبايعة حاكم مسلم يقوم على أمر المسلمين، ويحكم فيهم بشريعته.

 

ولما اختار المسلمون تأريخًا لهم اختاروا يوم الهجرة، ولم يختاروا موعد ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوم بعثته، ولا يوم بدر الكبرى، بل اختاروا يوم الهجرة.. أو على الأصح يوم وصوله إلى المدينة، لأنه في هذا اليوم تم تتويج جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بإقامة أول دولة إسلامية تُحكم بمنهج الله، وهذا هو غاية المنهج، وعين المراد.

 

وظل المسلمون يحتكمون إلى شرع الله، ويكون ولاؤهم لمن يُطبِّق شرع الله فيهم حتى أواخر الدولة العثمانية، وطوال ما يربو على الألف وثلاثمائة عام كان الإسلام هو مصدر التشريع ومحل الولاء، وإن انحرف بعض الأمراء على مدار التاريخ عن كمال الإسلام لا عن كل الإسلام، ولكن ظل العلماء والقضاة هم حصن الناس المنيع الذي يحول دون الانحراف عن الإسلام.

 

وطوال هذه القرون أقام المسلمون حضارةً زاهرةً متقدمةً في شتَّى العلوم الكونية والإنسانية، وعاش الناس حياةً رغدةً آمنةً مطمئنةً.

 

ونبغ في ظل هذه الحضارة علماء في شتَّى العلوم، وتركوا مصنفات ومؤلفات هي السبب المباشر لنهضة أوروبا، فهي بذلك الأصل الأصيل والركن الركين للنهضة العلمية الحديثة.

 

ولم يكن هذا النبوغ من فراغ، فلا بدَّ له من دولةٍ ترعاه ونظام يؤمن بأهميته، فكان اهتمام الخلفاء المسلمين بالعلم والحضارة، فهمًا منهم لمقاصد الإسلام وأحكام التشريع، وهذا الاهتمام هو الذي أدَّى إلى ظهور هؤلاء العلماء.

 

ولهذا نجد مَن نبغوا في الطبِّ وفروعه، وأثروا المكتبة الطبية الإسلامية، بل والعالمية بمؤلفات عديدة، منها "الأدوية المفردة" لابن الجزار، وكذلك "البيان فيما يستعمله الإنسان" لابن جزله، وليس خافيًا عنا أن أول من اكتشف الدورة الدموية كان ابن النفيس، أما "الزهراوي" فهو أبو الجراحة بلا منازعٍ.

 

وكذلك في علوم الصيدلة والتراكيب الطبية نجد ابن سحجون، وابن البيطار الذي ترك مؤلف "المفتي في الأدوية المفردة"، وقد كان الأخير أيضًا عالم نبات، ويعد من أعظم علماء النبات.
وقد بلغنا مذهبًا نفتخر به في الفلك والرياضة على يد ابن المجدي والخوارزمي.

 

ولم نبتعد كثيرًا عن العلوم الإنسانية فأثريناها بإسهامات تفيد الإنسانية جمعاء، فكان الإدريسي في الجغرافيا، وكان كتابه المميز "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وكذلك البيروني في التاريخ، وابن خلدون في الاجتماع.

 

هذه العلوم كلها استخدمها المسلمون في نفع الناس والرقي بحياتهم، انطلاقًا من رسالة الإسلام العالمية، فلم يضنوا على غيرهم بها، مثلما تفعل الآن دول ما يسمى بالعالم الأول، وكانت الحياة المدنية السعيدة والمدن الإسلامية العريقة.

 

فالمدن الراقية والشوارع المتسعة النظيفة، والبيوت الفارهة، والتعليم المجاني، والاهتمام بالصحة، وغير ذلك من مظاهر المدنية، كلُّ ذلك كان موجودًا في المدن الإسلامية في الوقت الذي كانت أوروبا تغرق في الجهل والخرافات والتأخر.

 

 الصورة غير متاحة

د. أمير بسام

ومن أراد أن يعرف مدى ما وصل إليه المسلمون من مدنيَّة، فليقرأ في وصف المدن الإسلامية، كقرطبة وبغداد، ودمشق وغيرها؛ ليعرف ماذا فعلت الحضارة الإسلامية بأهلها من عزِّ ورخاء، ولكن- ولأن بعد كل تمام نقصان- بدأ مؤشر الحضارة الإسلامية نحو الهبوط، وتأخر المسلمون في أواخر العصر العثماني لا بسبب الإسلام، ولكن بسبب بعدهم عن جوهر الإسلام، في نفس الوقت استفاد الغرب من الحضارة الإسلامية التي انتقلت إليهم من خلال معايشتهم المسلمين، أثناء الحروب الصليبية التي امتدت على مدار مائتي عامٍ، وانتقلت إليهم أيضًا عن طريق الأندلس "إسبانيا، والبرتغال حاليًّا".

 

ولم يرد الغرب الجميل إلى الشرق، بل استغلُّوا غفلة المسلمين في تسعير حروب صليبية جديدة بدأت باحتلال فرنسا لمصر عام 1798م، ولم يدم الاحتلال العسكري سوى ثلاث سنوات؛ لأن روح الإسلام وجذوة الجهاد كانت لا تزال متقدةً في نفوس المسلمين، فخرج الاحتلال العسكري الفرنسي عن مصر، ولكن بدأت خيوط مؤامرة أعقد وأعمق، ألا وهي إبعاد المسلمين عن دينهم فكان الغزو الثقافي الاستعماري العلماني، وبدأت إزاحة الإسلام عن الساحة، مستخدمين في ذلك عملاءً لهم زرعوهم، وجهلة بالدين علموهم، وعلماء دين أصحاب أهواء أغووهم.

 

وبدأ التشريع الفرنسي يزاحم التشريع الإسلامي في المحاكم المختلطة، ثم قام الخديوي إسماعيل بطلب "رفاعة الطهطاوي" ليترجم "دين فرنسا"؛ ليكون قانون البلاد، وأُحكمت المؤامرة بخروج أحد شيوخ الأزهر عن إجماع العلماء بالطعن في شمولية الإسلام بكتاب ألفه هو "أصول الحكم في الإسلام"، وقد أثبت جميع العلماء خطَّأه آنذاك.

 

وتم إرسال المبعوثين من طلاب مصر إلى جامعات فرنسا "السوربون وغيرها"؛ ليتعلموا هناك ويحصلوا على شهادات الدكتوراه، وهناك ملئوا عقولهم بأفكار مسمومة ومغلوطة عن الإسلام، فالتاريخ الإسلامي يختزل في حرب علي ومعاوية رضي الله عنهما، وجهاد الخلفاء العظام أمثال هارون الرشيد يتحول إلى حياة صخب ولهو ولعب.

 

ومن السوربون جاء طه حسين الذي هاجم أصول الإسلام، وكذَّب صريح القرآن، وعلى أفكار الغرب نشأ أحمد لطفي السيد الذي نادى بنبذ الإسلام، لأنه سبب التخلُّف.

 

وسارت مناهج التعليم على نفس الدرب تدرّس إسلامًا مبتورًا لا يمت للإسلام الصحيح بصلة، وظن الكثيرون أن الإسلام جاء ليكون محصورًا في مصلى صغير، أو منزويًا في حلقة ذكر، أو أن غاية أتباعه بطن مملوء بالطعام.

 

وفي وسط هذه الهزيمة النفسية، وهذا التضليل العلمي تعالت أصوات الغيورين على الإسلام الفاهمين لحقيقة منهجه الرباني، وطبيعة تشريعاته الحكيمة، فنادوا بالإسلام نظامًا شاملاً، وكان رائد هذا التوجه جمال الدين الأفغاني، وتلميذه محمد عبده، وجاء من بعدهم رشيد رضا؛ ليستكمل المسيرة، ثم كان حسن البنا الذي آمن أن عزة المسلمين إنما تكون في تمسكهم بدينهم، وأن ما عليه المسلمون من فقر وذل وهوان إنما علاجه في الإسلام، وأن ما عليه الحضارة الغربية من تبرج زائف سرعان ما سينكشف؛ لأنه على غير المنهج الرباني القويم.

 

ظل الإمام حسن البنا ينادي بضرورة الاحتكام إلى التشريع الإسلامي، وتربية الأمة على الإسلام؛ ليخرج جيل جديد يؤمن بالإسلام عقيدةً وخلقًا وعلمًا وعملاً.

 

ولأن هذا النداء، وهذه الدعوة ستقضي على مؤامرة الاستعمار بإزاحة الإسلام عن الساحة، وستلهب كوامن القوة في الشعوب المسلمة، ومعناها تحرير الأمة الإسلامية من السلطان الأجنبي، واستردادها عافيتها وقوتها وتمسكها بوحدتها وحفاظها على ثرواها وبهذا لا مكان للاستعمار، بل لا مكان للخراب الذي ألحقته المادية الغربية بالمسلمين.

 

وكان القرار اغتيال حسن البنا ثم الانقلابات العسكرية المتتالية في العالم العربي، والتي جاءت كلها لوضع دعاة الإسلام في السجون والتكريس لنظم وضعية تحارب دعوة الإسلام الشامل الكامل، والمتتبع الانقلابات العسكرية التي حدثت في مصر وسوريا وليبيا وتونس وغيرها، كلها صارت على نهج واحد، وهو وضع الإسلاميين في السجون، ومحاربة مظاهر التدين والتضييق على الفكر الإسلامي الشامل.

 

وفي مصر وبعد انقضاء فترة حكم عبد الناصر، خرج الإخوان المسلمون من السجون، وبدأ لواء الدعوة الإسلامية بشموله واعتداله ووسطيته يرتفع من جديد.

 

وخاض الإسلاميون انتخابات تشريعية ونقابية؛ ولأن كل فئة تختار لها شعارًا يدلل على منهجها كان شعار "الإسلام هو الحل"، هو شعار الإسلاميين في كل انتخابات يخوضونها.

 

وانقسم الناس حول هذا الشعار إلى فئات عدة:

- فئة تعلم مضمون هذا الشعار وتعرف جيدًا ماهيته وتوقن بصدقه.

- وفئة تتعاطف معه بوازع الدين والإسلام ولكنها لا تعرف ما يحمله من خير، وما يشتمله من أسس للإصلاح.

- وفئة عارضته عن جهل، تظن أن حملته يتاجرون بالدين وتلهب العواطف بهذا الشعار.

- وفئة تحاربه عن عمد وقصد؛ لأن لها مشروعًا علمانيًّا مغايرًا ومناهضًا للمشروع الإسلامي، وقد وصل الأمر بهذه الفئة- ومعظمها في سدة الحكم- إلى استصدار القوانين التي تجرِّم استخدام هذا الشعار.

 

وقد كثر القيل والقال وتردد السؤال "ما المقصود بهذا الشعار؟!" وهل هو شعار دون مضمون، أم هو عاطفة يحملها المؤمنون؟، أم أنه ذكاء سياسي من حملته، وخاصةً الإخوان المسلمين؟

 

ولذلك أردت أن أشرح مفهوم الإسلام هو الحل، ولماذا الإسلام هو الحل، ليس من منطلق العاطفة والتدين، بل من منطلق العقل والمنطق والتجربة والتاريخ؛ حتى يزداد الموقن يقينًا، ويستيقن مَن عنده شك، ويعلم مَن أراد العلم، وحتى تقام الحجة على هؤلاء الذين يعاندون ويحاربون هذا الشعار بقصد أو بدون قصد.

 

كيف يحدث النجاح؟!

أولاً: لنجاح أي مشروع مادي أو معنوي، اقتصادي أو إصلاحي، لا بدَّ أن تتوافر فيه ثلاثة أركان وهي:

أولاً: المنهج السليم والطريقة القويمة.

ثانيًا: القيادة الواعية المخلصة العالمة.

ثالثًا: الأفراد المناسبون والصالحون؛ للقيام بهذا المنهج تحت إشراف هذه القيادة.

 

ولنضرب مثلاً بشركة اقتصادية يُراد لها النجاح، لا بدَّ لها من الأركان الثلاثة المذكورة.

أولاً: لا بدَّ من دراسة جيدة للمشروع سواء من حيث التسويق والسعر وخلافه.

ثانيًا: إدارة جيدة عالمة عاقلة حازمة يُعتمد عليها في إنجاح المشروع.

ثالثًا: عمال وموظفون مهرة ومدربون ولهم ولاء للشركة أو المصنع الذي يعملون به.

 

لو فُقِد ركن واحد من هذه الأركان سوف تحدث المشكلة، وتفشل الشركة ويتعثر المشروع، فمثلاً لو توفَّر العمال الماهرون المخلصون والإدارة الجيدة، ولكن دراسة السوق ومتطلباته لم تكن كافية، فالنتيجة بوار السلع وخسارة الشركة.

 

ولو لم تكن هناك القيادة الجيدة التي تقود العمال، وتنفذ أهداف الشركة، لعمَّت الفوضى وفشل المشروع.

 

ومهما حاولت القيادة إنجاح مشروع توفرت له كل أسباب النجاح من دراسة جيدة وسوق مفتوح، فلن تفلح هذه القيادة إذا لم يكن معها جهاز فني وإداري من العاملين والموظفين، ينفذون توجيهات الإدارة وتعليمات القيادة.

 

ولو شبهنا ما ذكرته بمثلث له رءوس ثلاثة: أوله القيادة، وثانيه المنهج، وثالثه العمال والموظفون لوضحت الفكرة.

 

ولذلك فإن نجاح أي منهج إصلاحي لا بدَّ أن يشتمل على الأركان الثلاثة الأساسية، والتي بفقدان أحدها يفقد المشروع قدرته على الإصلاح، وإن نجح في البداية سينتهي حتمًا بالفشل، وعلى هذه الأركان الثلاثة كان ارتكاز المنهج الإسلامي الرباني في إصلاح البشرية وإقامة أمر الدنيا بالدين، ومن هنا جاءت مقولة بعض المصلحين "هيا نصلح الدنيا بالدين"؛ لأن بالدين وبالإسلام وحده تتحقق هذه الأركان.

 

ففي المنهج الإسلامي توجد القيادة التي يُنشئها، ويوجدها الإسلام بمواصفات ومميزات خاصة لا توجد سوى في هذا المنهج الرباني الفريد.

 

وفي المنهج الإسلامي يربي المجتمع تربية تجعله منسجمًا مع الشرع والدين، منساقًا لقوانين الإسلام.

 

وهذا المنهج فيه من الشمول والكمال والمرونة والجلال ما يجعله صالحًا لكل زمان ومصلحًا لكل مكان.

 

وهذا سر العظمة في النظام الإسلامي، أنه متكامل الأركان لا يمكن اجتزاؤه، ولا يمكن ترقيع خروق الدنيا به, والتي أوجدتها نظم وضعية.

 

ولهذا لا بد من تطبيق كامل للإسلام؛ حتى يحدث النجاح، ويتحقق الإصلاح، فلا يُطلب الإسلام لإصلاح مشكلات جزئية أوجدتها ظروف وأجواء ليست من صنع الإسلام ولا من نتاج منهجه.

 

ولذلك نجد بعض الناس من يسأل ما حلول الإسلام لأزمة الإسكان أو المواصلات أو الجريمة أو الفقر أو أطفال الشوارع أو الإدمان أو غيرها؟ نقول له إن هذه المشكلات أوجدتها نظم وضعية, وحينما تطلب حلاًّ من الإسلام لوضع غير إسلامي، وفي ظل منهج غير إسلامي فأنت لا تريد بذلك إصلاحًا.

 

ولكن فليطبق الإسلام كاملاً متكاملاً، وسوف نجد- كما سبق- حضارةً زاهرةً ومجتمعًا بلا مشكلات، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ(66)﴾ (المائدة)، ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه: من الآية 123).

 

وهذا لا ينفي قيام المصلحين الغيورين على دينهم أن يجتهدوا في الإصلاح ما استطاعوا إعذارًا لله رب العالمين.