توفي اليوم الدكتور عمر عبدالرحمن، مفتي "الجماعة الإسلامية"، داخل محبسه بالولايات المتحدة، إثر تدهور حالته الصحية.


وتلقت أسرة الشيخ عمر عبدالرحمن اتصالاً من الإدارة القانونية بالسجن أبلغتها خلاله بوفاته.


وقال خالد نجل الشيخ: إنهم تلقوا اتصالاً من المخابرات الأمريكية، اليوم، يخبرهم بأن الشيخ مريض جدًّا.


وكانت هناك جهود مكثفة منذ صباح اليوم السبت لنقل الشيخ إلى دولة قطر، وذلك بعد إبلاغ الإدارة الأمريكية زوجة الشيخ عائشة عبد الرحمن استعدادها لترحيله إلى أي بلد عربي أو إسلامي ترغب في استقباله بعد تدهور صحته وفقدانه القدرة على النطق والحركة.


وكان القضاء الأمريكي حكم على الشيخ عمر عبد الرحمن بالسجن مدى الحياة؛ بتهمة التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993.


وعبدالرحمن المولود في 3 مايو 1938 عالم أزهري، وهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، له مجموعة من المؤلفات، ولد بمدينة الجمالية بالدقهلية عام 1938، فقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة؛ ودرس بها حتى تخرج فيها عام 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيدًا بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعًا.


أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وتم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل، واستمرت المضايقات على هذه الحال، حتى تم اعتقاله في 13 أكتوبر 1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر.


بعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن فإن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على الدكتوراه، وكان موضوعها "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا أن تم منعه من التعيين.


استمر المنع حتى صيف 1973؛ حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر.


في سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2أكتوبر 1984.


سافر إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وأعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997.