- رئيس الجمعية العربية للنقل: شبكة الطرق تنهار أمام التقلبات الجوية

- د. مصطفى بكر: قواعد السلامة الإنشائية في المحافظات خارج الخدمة

- د. حسين شلبي: قلة الوعي وسوء الإدارة فاقمت من خسائر المحاصيل

 - تيمور عبد الغني: معظم الدول تتعرَّض لذلك والتخطيط يخفِّف الكوارث

 

تحقيق- إيمان إسماعيل:

سوء الأحوال الجوية التي شهدتها أغلب محافظات مصر لليوم الثالث على التوالي، خلَّفت خسائر بالجملة في مختلف القطاعات، سواء على صحة المواطنين نتيجة الصقيع والعواصف الترابية، أو حوادث الطرق، وغرق الشوارع في برك من مياه الأمطار؛ بسبب انسداد مواسير وبالوعات الصرف، فضلاً عن اندلاع الحرائق في بعض المناطق، واقتلاع الكثير من الأشجار، ودمار الكثير من المحاصيل الزراعية بالكامل، بالإضافة إلى كارثة انهيار بيوت ومصنع ملابس.

 

ففي الإسكندرية انهار، أمس، مصنع ملابس، مكون من 7 طوابق، وتقدر مساحته بحوالي 4 آلاف متر مربع، وكان به أكثر من 35 عاملاً، وأسفر عن مقتل 9، وإصابة 15 عاملاً، وجارٍ البحث عن مصير البقية.

 

وفي محافظة القاهرة وتحديدًا في قرية برقاش بمنطقة إمبابة لقي طفلان شقيقان مصرعهما وإصابة والدهما بإصابات خطيرة؛ بعد اشتعال حريق بمنزلهم؛ بسبب ماس كهربائي نتيجة الرياح الشديدة.

 

وفي قرية "المناشي" شمال محافظة 6 أكتوبر لقيت سيدة مصرعها وأصيب 3 آخرون إثر سقوط سور منزل من الدور الثالث على سوق صغير، وبطريق "القطة" بمحافظة 6 أكتوبر اندلع حريق هائل بطول 120 مترًا بالأشجار المتواجدة على الطريق، وفي كرداسة اندلع حريق بمخزن أخشاب؛ بسبب ماس كهربائي، وساعدت الرياح الشديدة على زيادة اشتعال المخزن، والتهمت النيران الأخشاب.

 

تفاقم الحوادث

 الصورة غير متاحة

 العواصف تسببت في حدوث تكدس مروري

وسجلت عددٌ من مديريات الأمن ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حوادث الطرق؛ بسبب سوء الأحوال الجوية وشدة الرياح؛ حيث سجلت غرف العمليات في 4 محافظات، هي: الشرقية والقليوبية والدقهلية وأسيوط خلال الساعات الماضية مصرع وإصابة 86 مواطنًا.

 

وحصلت محافظة الشرقية على القسط الأكبر من حوادث الطرق التي تسببت في إصابة 17 عاملاً بينهم حالات خطرة؛ إثر انقلاب سيارة نصف نقل كانت تقلهم من الحسينية إلى الصالحية للعمل بإحدى المزارع، كما لقي شاب مصرعه وأصيب 20 عاملاً زراعيًّا آخرين بإصابات خطيرة في حادثي سير؛ نتيجة تصادم سيارتين نقل على طريق (القاهرة - الإسماعيلية) الصحراوي، أمام مصنع الكابلات الكهربائية بالعاشر من رمضان.

 

وفي القليوبية توفي شخص وأصيب عشرة آخرون في انقلاب "ميكروباص"، وانتقلت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى مكان الحادث بين قريتي فيشابنا وطنامل التابعتين لمركز أجا على طريق أجا- القاهرة السريع، وفي الدقهلية أصيب شخصان بمدينة ميت سلسيل في تصادم بين سيارة ملاكي وموتسيكل، فيما لقي 5 أشخاص مصرعهم، وأصيب 20 آخرون في 3 حوادث تصادم بأسيوط.

 

وتسبب انتشار الضباب في عرقلة حركة المرور في جميع شوارع القاهرة، خاصة في المناطق المطلة على مجرى نهر النيل، فيما كانت الأمور أسوء حالاً في شوارع محافظة 6 أكتوبر وعلى طريق القاهرة - إسكندرية الزراعي.

 

غرق الموانئ

 الصورة غير متاحة

الأمطار الغزيرة أغرقت المدن الساحلية

على صعيد آخر أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن رياحًا عاتيةً مصحوبة بعواصف رملية تسببت في انخفاض الرؤية بمعظم أنحاء الجمهورية؛ ما أدَّى إلى إغلاق الموانئ البحرية واضطراب حركة الملاحة في قناة السويس، وما ترتب عليها من خسائر مالية فادحة؛ حيث تم تأجيل إبحار العبارتين "القاهرة" و"جماع 2" ليلة أمس، بعد إغلاق ميناء "ضبا" السعودي أمام حركة الملاحة لسوء الطقس؛ حيث تعمل العبارتان على الخط الملاحي (سفاجا ـ ضبا)، كما قررت هيئة موانئ البحر الأحمر استمرار إغلاق مينائي نويبع والسويس أمام حركة الملاحة لسوء حالة الأحوال الجوية.

 

كما تم إرجاء دخول 26 سفينةً إلى قناة السويس آتية من البحر المتوسط، و29 أخرى آتية من البحر الأحمر؛ ما اضطرهم إلى التأخر ثلاث ساعات للدخول إلى القناة، وأُقفلت ثمانية مرافئ مصرية على البحر الأحمر، إضافة إلى مرفأي الإسكندرية والدخيلة على المتوسط الأحد لليوم الثاني على التوالي.

 

وفي دمياط قرَّر اللواء سيد هداية رئيس هيئة ميناء دمياط إغلاق بوغاز ميناء دمياط لليوم الثالث على التوالي؛ لحين تحسن الأحوال الجوية، وأمر هداية برفع حالة الطوارئ في مرفق الإسعاف ومستشفيات الطوارئ، وتكثيف الرقابة المرورية على كلِّ الطرق الداخلية والخارجية، وذلك تجنبًا لوقوع الحوادث، وكانت محافظة دمياط قد شهدت سقوط أمطار غزيرة أثَّرت على حركة النقل والمواصلات، وحركة الصيد في البحر المتوسط، وبحيرة المنزلة.

 

وفي الفيوم تم إغلاق طريق وادي النطرون إلى حين تحسُّن حالة الطقس، وعلى الصعيد نفسه قرَّر اللواء ممدوح دراز رئيس الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر إغلاق موانئ بورتوفيق والأدبية والزيتيات والسخنة بالسويس، كما قررت سلطات ميناء سفاجا استمرار تأجيل رحلات عبارات الركاب إلى ميناء ضبا؛ وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، وإغلاق ميناء ضبا السعودي لليوم الثاني على التوالي، ولم يختلف الوضع كثيرًا في ميناء الغردقة؛ حيث أغلق طريق الزعفرانة- الغردقة.

 

هبوط المطارات

 الصورة غير متاحة

شوارع غارقة بكفر الشيخ

واتخذ مطار القاهرة إجراءات طارئة؛ بسبب انخفاض الرؤية إلى مسافة 300 متر بفعل العواصف الرملية والغبار، وتم تحويل ثلاث رحلات جوية إلى القاهرة كان يفترض هبوطها في الإسكندرية؛ بسبب سوء الأحوال الجوية بحسب مصادر ملاحية، كما أدَّت زيادة سرعة الرياح وانخفاض مستوى الرؤية بمطار النزهة بالإسكندرية إلى تحويل مسار عددٍ من الرحلات الجوية القادمة من مختلف دول العالم إلى مطار برج العرب الدولي غرب الإسكندرية.

 

وتجمعت المياه في الشوارع بالأحياء الشعبية وأسفل الكباري بمختلف أحياء المحافظات، وبدأت سيارات كسح المياه التابعة لشركة الصرف الصحي في التحرك لشفط المياه في الشوارع؛ لتسيير حركة المرور بها، كما أدَّت شدة الرياح التي بلغت 60 كيلو مترًا في الساعة مع اليوم الثاني لنوة (الفيضة الصغيرة) إلى اقتلاع عددٍ من الأشجار بالأحياء المختلفة، وانقطاع التيار الكهربائي، وسقوط الكثير من أعمدة الإنارة.

 

كما لوحظ تأثر حضور تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات، فضلاً عن تغيب أكثر من 50% من الموظفين عن أعمالهم؛ بسبب الأحوال الجوية، التي أجبرتهم على المكوث في منازلهم.

 

انهيار المزارع

وأدَّت الرياح العاتية والعواصف إلى إحراق عددٍ من المزارع واقتلاع الأشجار والنخيل، ففي كفر الشيخ أسفر سوء الأحوال الجوية عن اشتعال الحرائق التي دمرت 4 مزارع دواجن بعددٍ من مراكز المحافظة، وتسبَّبت في خسائر مادية كبيرة لأصحابها، وفي قرية "مسير" بمركز كفر الشيخ اندلعت النيران في مزرعة، وذلك نتيجة حدوث ماس كهربائي؛ بسبب تسرب المياه للوصلات الكهربائية؛ الأمر الذي نتج عنه نفوق 4000 كتكوت عمريومين، وقُدِّرت خسائرها بـ20 ألف جنيه، واحترقت المزرعة بالكامل!

 الصورة غير متاحة

اقتلاع الأشجار بالإسماعيلية

 

واحترقت مزرعة أخرى بعزبة نوفل مركز مطوبس؛ وذلك نتيجة ماس كهربائي؛ بسبب شدة الرياح، ما نتج عنه نفوق 1500 كتكوت، واحتراق سقف المزرعة المبني من العروق الخشبية والبوص، وقُدِّرت الخسائر بـ30 ألف جنيه!

 

وفي قرية كفر السودان مركز دسوق، احترقت مزرعة بالكامل نتج عنه نفوق 1000 كتكوت عمر 15 يومًا، وقُدِّرت الخسائر بـ20 ألف جنيه، وفي قرية المناوفة مركز الحامول أدى سقوط أحد جدران مزرعة؛ بسبب شدة الرياح على الدفايات الكهربائية، والتي أدَّت إلى نفوق 9 آلاف كتكوت عمر 15 يومًا بعد احتراق المزرعة بالكامل.

 

وأنقذت العناية الإلهية مركز "مطوبس" من كارثة محققة، نتيجة تسرُّب بخط غاز خام تابع لشركة بترول بلاعيم بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط على بعد 200 متر فقط من قرية الدعاء، وتبيَّن من معاينة الأجهزة التنفيذية التي انتقلت إلى موقع التسرب أن الخط قادم وممتد من بلاعيم باتجاه بلقاس، وأن قطره 12 بوصة، والتسرب نتج عن شدة الضغط، ولم يحدث خسائر في الأرواح.

 

ذلك فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي في الكثير من مناطق الجمهورية، كما أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها.

 

طرق متهالكة

 الصورة غير متاحة

د. سعد الدين عشماوي

الخسائر السابق ذكرها رغم أن السبب الظاهري لها هو سوء الأحوال الجوية، فإنها كشفت عورات البنية التحتية في مصر، وسوء التخطيط والإدارة لدى حكومة الحزب الوطني التي أفسدت كلَّ شيء، وساعدت سياساتها المتخبطة على تفاقم الكوارث في كلِّ المجالات المختلفة، فكلُّ دول العالم تضربها السيول، وتنتابها تقلبات مناخية، ولكن لا يلحق بها خسائر فادحة بحجم الخسائر التي انتابت مصر نتيجة سوء الأحوال الجوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهو ما يؤكده الدكتور سعد الدين عشماوي أستاذ تنظيم النقل وعميد كلية التجارة بجامعة الأزهر الأسبق والرئيس الفخري للجمعية العربية للنقل لـ(إخوان أون لاين) في سطور التحقيق التالي التي تحاول الوقوف على أسباب ونتائج تلك الكوارث المتفاقمة ونتائجها.

 

وأشار إلى أن الطرق في مصر ليست مصممةً بشكل مناسب ومؤهل لاستقبال أي تغيرات؛ لأنها متهالكة في الأساس دون أن ينتابها أي شيء، فما بالنا إذا اعترتها السيول، والكثير من التغيرات المناخية.

 

ويضيف قائلاً: إن إعطاء الرخص لأي شخص، حتى وإن كان ماكثًا بمنزله، هو السبب في حدوث الكثير من حوادث الطرق، خاصةً في وجود الضباب، والسيول، مشيرًا إلى انعدام اختبارات السائقين التي تثبت إجادتهم بحقِّ القيادة من عدمه.

 

ويوضح د. عشماوي أن إعداد الطرق بشكل سليم، بالإضافة إلى رصفها الجيد، وإتقان المخارج والمداخل الخاصة بكلِّ الشوارع، بالإضافة إلى تدريب السائقين على القيادة الصحيحة، وإعداد تدريبات خاصة لهم على كيفية القيادة في ظلِّ الأمطار، وكثافة الضباب، يجنب مصر الكثير من حوادث الطرق.

 

ويؤكد أن منظومة النقل في مصر غير سليمة بالمرة، كما لا يُوجَّه إليها أي أولويات للإنفاق؛ لذلك تمثل مصر أعلى نسبة حوادث على مستوى العالم، لافتًا إلى أن حلَّ منظومة النقل في مصر معروفٌ للجميع، وبسيط جدًّا، ولكن إذا ما توافرت الإرادة لإصلاحه.

 

غياب قواعد السلامة

ويرى الدكتور مصطفى بكر أستاذ الهندسة الإنشائية بجامعة الإسكندرية، تفاقم الأزمات، وحدوث الانهيارات المتتابعة في المباني بمحافظات مصر المختلفة؛ بسبب السيول وسوء الطقس، يرجع إلى غياب قواعد السلامة الإنشائية في مصر، مؤكدًا أنها السبب الأول في تتابع الانهيارات.

 الصورة غير متاحة

الأمطار الغزيرة ملأت الشوارع

 

ويوضح أن تجديد رخص المباني، من المفترض أن يحدث كل 10 سنوات، وهو ما لا يحدث مطلقًا في مصر، بالإضافة إلى انعدام صلاحية الكثير من المباني، وعلى الرغم من ذلك يتم تركها كما هي، ولا يتم الالتفات إليها، إلا عندما تكون على وشك الانهيار، أو انهارت بالفعل على رءوس مَن بداخلها.

 

ويلفت النظر إلى تقصير الدفاع المدني في مصر، في فحصه مدى صلاحية المباني في تحملها التغيرات الجوية من عدمه، إلا في حالة حدوث كوارث، ووقوع قتلى فقط!.

 

ويشير إلى أن واجهة المباني لا بدَّ أن يتم تجديدها كل 10 سنوات أيضًا، من خلال عمل ما يسمى "بغسيل للواجهة"، مضيفًا أن العمر الافتراضي للمباني في مصر يتراوح بين 30 إلى 50 عامًا، وفي مصر يتم إهمال فحص المباني إذا ما عدت ذلك العمر الافتراضي، وهو ما يجعلها قابلة للانهيار، إذا ما تعرَّضت لسيول، أو حرارة مرتفعة، أو منخفضة.

 

ويؤكد أن الطبيعي في إنشاء أي مبانٍ في العالم أجمع، هو تشييدها بكلِّ الاحتياطات اللازمة لتتحمل درجات الحرارة المرتفعة، والمنخفضة، وأي سيول تتعرض لها، إلا أن حالة العشوائية التي تحياها مصر في كلِّ قطاعاتها، بالإضافة إلى تبادل التهم والمسئوليات بين كلِّ الإدارات، جعلت منظومة التشييد في مصر متهالكة.

 

ويرجع الانهيارات التي لحقت بالطرق، إلى وجود خطأ في تصميمات الكثير من الشوارع في محافظات مصر المختلفة، مشدِّدًا على ضرورة الاتعاظ من جراء تلك الكوارث التي حدثت في مصر، من أزمة تعتبر صغيرة جدًّا؛ حيث إنها لا تقارن بالسيول التي تحدث في العالم، فلا تلحق مثل تلك الخسائر الفادحة التي انتابت مصر.

 

الزراعة "تنهار"!

وعلى الصعيد الزراعي يوضح الدكتور حسين شلبي أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن حجم الخسائر التي خلفتها سوء الأحوال الجوية على المحاصيل الزراعية والأشجار و"المشاتل" الزراعية، كبيرٌ جدًّا، وينذر بكارثة مستقبلية؛ بسبب حجم الأضرار ونفوق الكثير من المحاصيل.

 

ويوضح أن حجم الخسائر مُبالَغ فيه؛ بسبب عدم اتباع الاحتياطات اللازمة في مثل تلك الأحوال الجوية، التي لو تم تطبيقها لقللت من مستوى الخسائر إلى أكثر من النصف، مشيرًا إلى أن استخدام مصدَّات الرياح، والسياج الواقي حول المزارع كان لا بدَّ من استخدامه في مصر للتقليل من حجم تلك الكوارث، إلا أنه لم يستخدمها أكثر من 75% من المزارعين.

 

ويوضح أن كلَّ محاصيل الخضروات، والمحاصيل "الحولية"، كان لا بدَّ من استخدام مصدَّات الرياح لها، بالإضافة إلى ضرورة تغليف كل أشجار البرتقال بـ"تعريشة" من البلاستيك، حتى لا يتم خسارتها كما حدث الآن.

 

ويؤكد أن تلك الخسائر الفادحة ترجع إلى قلة الوعي وسوء إدارة الأزمة، التي غيبت وجود أي احتياطات تُذكر للحفاظ على المحاصيل الزراعية، موضحًا أن تلك الاحتياطات تَكْلِفَتُها على المزارع عالية نظرًا لاضطهاد حقوقه في الأساس، وعدم حصوله على ثمن المحصول إلا بالكاد؛ ما يجعله لا يفكر إطلاقًا في أي تكاليف إضافية تقع فوق كاهله.

 

ويلفت النظر إلى أن الحكومة توصي المزارعين بالاهتمام بمحاصيل التصدير فقط، مثل الفراولة والفلفل، والطماطم الصغيرة، من خلال توفير "مشمعات" مجانية لهم، أو بأسعار زهيدة؛ لضمان صلاحية تلك المحاصيل، وعدم فسادها من أي عوامل خارجية.

 

خسائر بالمليارات

 الصورة غير متاحة

تيمور عبد الغني

ويضيف تيمور عبد الغني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب السابق، عن اللجنة الاقتصادية، قائلاً: إن الخسائر التي خلفتها سوء الأحوال الجوية في مصر على قطاعات عدَّةٍ، تُقدَّر بملايين الجنيهات في كلِّ قطاع على حدة، والتي إذا ما تم تجميع كلِّ القطاعات في مصر لقُدِّرت بمليارات الجنيهات.

 

ويؤكد أن الحكومة المصرية لديها عجز في إدارة الأزمات بشكل كبير جدًّا، مرجعًا ذلك إلى أن أداءها متدنٍ ورديء للغاية في الأوضاع المستقرة، فما بالنا في الأوضاع المناخية غير المستقرة.

 

ويرجع ذلك التدهور في كلِّ القطاعات إلى عدم اتخاذ الحكومة لأي احتياطات تُذكَر، لذلك حدثت خسائر بالجملة في مصر، مؤكدًا أن تكاليف اتخاذ الاحتياطات كان سيكبد ميزانية الدولة أقل بكثير من حجم الخسائر التي انتابتها في قطاعات عديدة، والتي ستتكبد أضاعفها في إصلاح كل ما تم إتلافه.

 

ويلفت النظر إلى أن أكثر من 50% من الموظفين والطلبة لم يذهبوا إلى أعمالهم، وهو ما ترتب عليه قلة الإنتاجية على مدار ثلاثة أيام متتالية، وما ترتب على ذلك من ضعف الإنتاج العام للدولة، وما سيتبعه من إهدار المال العام، وتدني الإنتاجية، وتأثير ذلك على الاقتصاد الكلي.

 

ويطالب بضرورة تفعيل الدراسات الخاصة بالمناخ البيئي في مصر، مع ضرورة اتخاذها على محمل جدٍّ؛ حتى يتم التقليل من حجم تلك الخسائر المتفاقمة في كلِّ القطاعات.

 

ويشير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي وتركيا وغيرها من الدول يحدث بها 5 أضعاف ما يحدث بمصر، إلا أن حجم الخسائر لا يتعدى 10%؛ نظرًا للاحتياطات المحكمة والمتقنة التي تتبعها كل أجهزة الدولة لديهم.