تأتي ذكرى تحرير سيناء هذا العام وسط تطورات شديدة الخطورة، فالحرب الهمجية الصهيونية على قطاع غزة منذ أكثر من 200 يوم، والتي أبادت أكثر من 40 ألف شهيد، إضافة لعشرات الآلاف من المصابين، معظمهم من النساء والأطفال، والحقت دمارًا هائلًا بالبيوت والمؤسسات التعليمية والخدمية والصحية والبنية التحتية.
وفي الوقت الذي عجزت فيه المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي عن وقف هذه الحرب المجنونة أو تأمين دخول الاحتياجات الإنسانية لسكان القطاع، تقترب المنطقة من حرب أكثر شراسة باجتياح مدينة رفح الفلسطينية الملاصقة للحدود المصرية، وهو ما يهدد السيادة المصرية وينذر بمجزرة غير مسبوقة لأكثر من 1.2 مليون نازح دفعتهم الحرب قسرًا إلى مخيمات النزوح في رفح.
وجماعة "الإخوان المسلمون" تجدد دعوتها لكل القوى الوطنية -في هذه الذكرى العزيزة- للاتحاد والعمل صفًا واحدًا لتخليص البلاد من دوامة الانقلاب -أصل كل بلاء-، والتصدي لمخططات تهجير إخواننا الفلسطينيين، وتحقيق السيادة الحقيقة لمصر على كامل أراضيها .
وتؤكد الجماعة أن تحرير سيناء لم يتحقق إلا عندما تفرغت القوات المسلحة لمهمتها الرئيسية بتحرير كامل تراب الوطن وحراسة حدوده. وأن توغل الجيش في الأنشطة الاقتصادية منذ انقلاب ٣ يوليو ٢٠١٣م وحتى اليوم، قوض قدراته على القيام بهذه المهام ووضع الحسابات الاقتصادية فوق مصلحة البلاد، وهو ما كبد مصر خسائر فادحة يصعب تعويضها.
فليضع الجميع مصلحة مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار ولنقف صفًا واحدًا منيعًا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق لدحر تلك الغزوة التي يستعد لها العدو الصهيوني المجرم. وإن حالة الشلل التي أصابت النظامين العربي والدولي -إلا من رحم ربي- لن ينساها التاريخ ولن تنساها الشعوب الحرة جيلا بعد جيل.

والله اكبر ولله الحمد
علي حمد
المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمون
الخميس 16 شوال 1445 هـ - 25 أبريل 2024 م