اعترف الجيش الصهيوني لأول مرة باستخدامه قذائف فسفورية حارقة في عدوانه الأخير على قطاع غزة، وزعم قادة الجيش الصهيوني أن الهدف من استخدام هذه القذائف هو تحديد أهداف وتفجير عبوات ناسفة، وأن استخدامها تمَّ بما يتوافق مع القانون الدولي، وحسبما هو معروف للجيش فإنه لم يتم استخدامها بمناطق مأهولة.

 

وذكرت صحيفة (معاريف) الصهيونية أن الجيش اعترف بإطلاق قذائف مدفعية اشتملت على قطع قماش مشبعة بالفسفور بادِّعاء إنشاء ستار دخاني في مناطق مفتوحة بالقطاع، وهو ما نفته المشاهد التي تم نقلها عبر شاشات التلفزيون طوال الأيام الـ23 للحرب والتي أظهرت إطلاق هذه القذائف في قلب المناطق المأهولة بالسكان وأنه تم استخدامها بصورة مكثفة للغاية.

 

كان مندوبو منظمة العفو الدولية الذين زاروا قطاع غزة وجدوا أدلةً قاطعةً على استخدام قوات الاحتلال الصهيوني الفسفور الأبيض على نطاق واسع في المناطق المكتظة بالسكان في مدينة غزة وشمال القطاع.

 

وقال كريستوفر كوب سميث الخبير في الأسلحة موجودٌ في غزة كعضو في فريق منظمة العفو الدولية لتقصي الحقائق: "رأينا شوارع وأزقة مليئة بالأدلة على استخدام الفسفور الأبيض، ومنها رؤوس لا تزال مشتعلةً وبقايا القنابل والأغلفة التي أطلقها الجيش الصهيوني".

 

 الصورة غير متاحة

 الفسفور الأبيض.. حريق حتى العظم

وأضاف كريستوفر: "إن الفسفور الأبيض مادة صُمِّمت لتوفير ستار من الدخان لإخفاء حركة القوات على أرض المعركة، وهي مادة حارقة جدًّا تنفجر في الهواء وتنتشر آثارها على نطاق واسع؛ بحيث يجب ألا تُستخدم في المناطق المدنية إطلاقًا"، موضحًا أن هذه الذخيرة- التي عادةً ما تُستخدم كمتفجرات برية- قد أُطلقت كمتفجرات جوية؛ الأمر الذي يزيد من اتساع منطقة الخطر".

 

وأكد أن كل قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم تنشر عندما تنفجر 116 رأسًا مشبعًا بالفسفور الأبيض؛ تشتعل عند ملامستها للأوكسجين وتتبعثر؛ بحسب الارتفاع الذي تنفجر فيه (وحالة الرياح)، على منطقة لا تقل عن مساحة ملعب كرة قدم.

 

وبالإضافة إلى الأثر الذي يحدثه تفجير مثل هذا السلاح في الجو؛ فإن إطلاق مثل هذه القذائف من المدفعية يؤدي إلى تفاقم خطر إلحاق الضرر بالمدنيين، وقد وجد مندوبو منظمة العفو الدولية أن رؤوس الفسفور الأبيض والأغلفة التي تحملها لا تزال مشتعلةً في المنازل والمباني وحولها، كما أحدثت قذائف المدفعية الثقيلة من عيار 155 ملم تدميرًا هائلاً في الممتلكات السكنية، وإن سقوط الفسفور الأبيض على الجلد يسبِّب حروقًا عميقةً في العضل تصل إلى العظم، ويستمر في الحرق ما لم يُقطع عنه الأوكسجين.