فضحت منظمة "مراسلون بلا حدود" الانتهاكات التي ارتكبها بلطجية الأمن والحزب الوطني يوم الأحد الماضي أثناء الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب ضد الإعلاميين والصحفيين.

 

وأجمع المراقبون في التقرير الذي وصل (إخوان أون لاين) أن أعمال الغش والتزوير تصدرت الجولة الأولى من الانتخابات، وقد تم الاعتداء على عدد من الصحفيين أثناء نقلهم تلك الانتهاكات، وسط مخاوف من تكرار ما حدث أثناء الجولة الثانية المزمع عقدها غدًا.

 

وأبرز التقرير حجب الموقع الإلكتروني لجماعة الإخوان المسلمين (إخوان أون لاين) ابتداءً من الساعة السابعة صباحًا 28 نوفمبر 2010م ولمدة 24 ساعة، ناقلاً تصريحًا لعبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير الموقع أن السلطات تقف وراء عملية الحجب بالتنسيق مع الشركات المزوِّدة لخدمة الإنترنت في البلاد، كما خضعت ثمانية مواقع أخرى للرقابة.

 

وأوضح التقرير أن عمليات الحجب لتلك المواقع مثيرة للقلق، وتشكل ردود الفعل الرقابية، هذه سابقة خطيرة على حرِّية التعبير على شبكة الإنترنت قُبَيل الجولة الثانية من التصويت يوم الأحد 5 ديسمبر.

 

كما أبرز التقرير الاعتداء على الزميلة شيماء جلال المحررة بموقع (إخوان أون لاين) والتي تم الاعتداء عليها أثناء رصدها أعمال التزوير في مركز اقتراع موجود في مدرسة دار البيضاء في دائرة (حدائق القبة)؛ حيث أَقْدَم أنصار الحزب الوطني الديمقراطي على مهاجمتها ومصادرة هاتفها الجوّال.

 

القاهرة

ففي محافظة القاهرة، عرض التقرير ما حدث في دائرة (الدقي) حين قام عددٌ من أنصار مرشحي الحزب الوطني الموجودون في مركز اقتراع مدرسة هدى الشعراوي بالاعتداء على كلٍّ من: نهى الحفناوي (المصري اليوم)، وعالية حامد مصورة (الشروق)، ومحمد أبو ضيف) مصراوي)، أثناء تصويرهم غلق مركز الاقتراع في العاشرة صباحًا؛ أي بعد مرور ساعتين فقط على فتحه، وتم منع مراسلة إذاعة (حريتنا) من دخول مركز اقتراع مدرسة أشرف في دائرة (المنيل) طيلة يوم الانتخابات، فيما تمكن صحفيان أجنبيان من الدخول.

 

وفي عابدين، تعرضت مراسلة راديو (مونت كارلو الدولية) لاعتداء عنيف من قبل بلطجيات الوطني، وقاموا بالاستيلاء على آلة التصوير الخاصة بها، وبطاقة الهوية الشخصية، بعد أن قاموا بتمزيق ملابسها رغم وجود الشرطة.

 

كما تم توقيف ياسمين فتحي موقع (الأهرام الإخباري) الصادر باللغة الإنجليزية لمدة 30 دقيقة، بينما كانت تقوم بتغطية الانتخابات في حي شبرا بشمال القاهرة، فيما عمد العاملون في شركة تابعة لمرشح الحزب الوطني، وتقع بالقرب من نادي "إسكو" الرياضي في دائرة (الساحل) إلى التضييق على ريهام الضاحي (الشروق) التي اقتيدت بالقوة إلى مقر حملة المرشح، ولم تتمكن من المغادرة إلا بعد ساعة!.

 

حلوان

وفي محافظة حلوان، وبمنطقة المعادي تعرَّضت مراسلة جريدة (الأهالي) التابعة لحزب التجمع للاعتداء وقت التقاطها صورًا لأعضاء الحزب الوطني أثناء شرائهم الأصوات لصالح حزبهم في مقابل توزيع الطعام على مقربة من مركز الاقتراع الموجود في مدرسة المعادي الثانوية، وحاولوا مصادرة هاتفها الجوال، وبطاقة ذاكرة آلة التصوير.

 

وفي مركز الاقتراع الموجود في مدرسة المعادي الثانوية، مُنع فريق عمل قناة (أون تي في) من التصوير خارج مركز الاقتراع نفسه، وإجراء مقابلات مع الأشخاص الذين جاءوا للتصويت، ومُنعت صَحَفِيَّة من (الشروق) من الوصول إلى كل مراكز الاقتراع في حي دار السلام.

 

وكان بسام مرتضى العامل في نسخة (المصري اليوم) الإنكليزية في مدينة حلوان يلتقط الصور لحافلات مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الوافدة للتصويت جماعيًّا عندها أمره ضابط بالتوقف عن أداء وظيفته، واقتاده إلى مركز الاقتراع؛ حيث صادر "كاميرته"، وحذف الصور الموجودة فيها، ومن ثم تم استجوابه لمدة عشرين دقيقة، وقبل أن يُطلق سراحه منعه الضابط من تغطية الأحداث في المنطقة لبقية اليوم.

 

الجيزة

وفي محافظة الجيزة، لم يُسمح لمراسلة وكالة الأنباء (الأسبانية) من دخول مركزي اقتراع يقعان في العجوزة وإمبابة، وطُلب منها إبراز تصريح من وزارة الداخلية قبل تهديدها ما لم تغادر المنطقة بسرعة.

 

6 أكتوبر

وفي دائرة (كرداسة) التابعة لمحافظة 6 أكتوبر، هاجم مؤيدو مرشح الحزب الوطني الديمقراطي محمود عبد الراضي (اليوم السابع)، وطلب حماية عناصر الشرطة الذين انقلبوا ضده وأبرحوه ضربًا، وصادروا "كاميرته" وهاتفه الجوَّال.

 

القليوبية

وكانت الصحفية المستقلة سارة توبول، موجودة في مركز الاقتراع الواقع في قرية "طنان" في محافظة القليوبية، بينما توضع الأختام على صناديق الاقتراع، وحينما رفضت الانصياع لأمر الشرطة بالانصراف، قاموا بطردها وصادروا هاتفها الجوَّال، وغادرت مكان الحادث خوفًا من تفاقم الوضع.

 

الإسكندرية

وفي محافظة الإسكندرية، لم يتم السماح لمراسلي (أخبار العالم) التي يقع مقرُّها في لندن، وهم: مصطفى حسين، وولاء مرسي، وإيمان محمد، بدخول مراكز الاقتراع، بالرغم من حملهم أوراق الاعتماد الضرورية.

 

وتم منع عبد الرحمن يوسف (الشروق) من دخول مركزي اقتراع الفلوجة وحسونة؛ لقيامه بالتقاط صورٍ لمرشح جماعة الإخوان المسلمين صبحي صالح في دائرة الرمل أثناء تعرضه للضرب، والذي تم على أثره نقله إلى المستشفى، بالإضافة إلى صور لشراء الأصوات أمام مركز اقتراع باخوس، وتعرَّض مراسل (رويترز) أيضًا لاعتداء عندما مُنع من التقاط الصور للحادث الذي أصيب صبحي صالح خلاله.

 

وأقدم مؤيدو الحزب الوطني على الاعتداء على عدد من الصحفيين، بينما كانوا يلتقطون صورًا لمرشحي الحزب وهم يشترون الأصوات مقابل تقديم الطعام؛ ليتم انتخاب مرشح الحزب عبد السلام المحجوب على مقربة من كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية.

 

وهاجم مؤيدو مرشح الحزب الوطني محمد رشاد عثمان (المصري اليوم) في الإسكندرية محمد المالحي، وقاموا بتعريته بشكل كامل تقريبًا، وكسرت نظارته، بينما كان يلتقط صورًا لحالات شراء الأصوات التي كان عناصر الحزب يتولونها في مينا البصل.

 

الغربية

وفي محافظة الغربية أقدمت عناصر من القوى الأمنية على الاعتداء على مراسل موقع (الدستور) محمد أبو الدهب خارج مركز الاقتراع الواقع في مدرسة شهداء بدر بينما كان يلتقط الصور.

 

كفر الشيخ

قام مؤيدو مرشّح الحزب الوطني أبو الغفار بالاعتداء على أحمد سيد مراسل (اليوم السابع) في الحامول والبرلس لتغطية المعركة الانتخابية بين مرشح الحزب عصام أبو غسان ومرشح حزب (الكرامة) حمدين صباحي بالقرب من مركز اقتراع يقع في المدرسة التقنية للبنات، وتمت مصادرة "كاميرته" وتدميرها تمامًا وهاتفه الجوّال.

 

ولم يتمكن أربعة صحفيين آخرون من تغطية ممارسات الغش والتزوير الانتخابي الواسع النطاق في مدينة الحامول وهم: محمد عمر من وكالة (د ب أ)، وسيد الطوخي، ومحمد سليمان من "الكرامة"، وزهير أديب من (المصري اليوم). وكانوا يعتزمون تقديم شكوى إلى الشرطة؛ لمنعهم من دخول مراكز الاقتراع في مدينة الحامول؛ عندما اكتشفوا أن المسئول عن مركز الشرطة كان ينظم ممارسات الغش بنفسه.

 

الدقهلية

في قرية بشلا (مدينة أتميدة) بمحافظة الدقهلية، تم منع مراسل قناة (النيل) الإخبارية الحكومية ومراسل قناة (الحياة) من دخول مركز الاقتراع.

 

المنوفية

وفي المنوفية، قام المسئول عن الأمن باستدعاء مراسل إذاعة (حريتنا) الذي كان يغطي الانتخابات في مركز تصويت دائرة (الشهداء) وصادر "كاميرته" وبطاقته الصحفية، وأقدمت نساء مناصرات للحزب الوطني بالاعتداء بعنف على مراسلة (اليوم السابع) زينب عبد الرحمن خارج مركز اقتراع تلا تحت أنظار عناصر القوة الأمنية، الذين لم يتدخلوا للدفاع عن الصحفية، وقد أُبرحت ضربًا، وأُهينت ومزِّقت ملابسها وصودرت "كاميرتها".

 

دمياط

وحاول مراسل إذاعة (حريتنا) في دمياط على مدار يوم 28 نوفمبر دخول مركز الاقتراع، ولم ينجح، كما أنه مُنع من إجراء مقابلات مع المواطنين الذين جاءوا للتصويت.

 

الإسماعيلية

وفي الإسماعيلية، أقدم مؤيدو الحزب الوطني على الاعتداء على المصور الصحفي العامل في (المصري اليوم) محمد رضوان واحتجازه؛ لأنه كان يلتقط صورًا لأعمال الغش داخل مركز الاقتراع وخارجه الواقع في مدرسة "الكيلومتر 13" (القنطرة الغربية)، وأطلق سراحه بعد ساعة.

 

السويس

وفي السويس هاجم أنصار الوطني فريق عمل قناة (الجزيرة) في أثناء تغطيتهم مظاهرةً خارج المقر الرئيسي لمديرية الأمن التابعة للمحافظة؛ حيث كان المتظاهرون يطالبون بإلغاء الانتخابات، وقد مُنِعَ فريق عمل قناة (الجزيرة) من الوصول إلى مجمل مراكز الاقتراع في المحافظة يوم الأحد 28 نوفمبر.

 

الفيوم

وفي منطقة الفوال في الفيوم، لم يُسمح لأي وسيلة إعلام بدخول مركز الاقتراع أو إجراء مقابلات مع الناخبين، وأقدمت القوى الأمنية على الاعتداء على عادل خشبة مراسل أسبوعية (الفجر) المستقلة بعنف، بينما كان يقوم بتغطية الفرز في بندر الفيوم، على إثر اندلاع اشتباكات بين مؤيدي الحزب الحاكم والمعارضة، وتدخلت الشرطة، وتم التهجم على الصحفي ضربًا، ولا سيما على ساقيه وذراعيه ما اضطر لنقله إلى المستشفى.

 

وقام مرشح الحزب الوطني محمد مصطفى الخوري بمهاجمة المصور الصحفي خيري سعد بينما كان يلتقط صورًا لأعمال الغش الانتخابي.

 

الأقصر

وفي مدينة إسنا بالأقصر، قام مناصرو الحزب الوطني بمهاجمة مراسل إذاعة (حريتنا) بعنف لالتقاطه صورًا، بينما كانوا يملئون صناديق الاقتراع بالأصوات، ولم تحرِّك عناصر الشرطة الموجودة ساكنًا.

 

كما تم منع الصحفيين أيضًا من مراقبة نقل صناديق الاقتراع من مراكز الاقتراع المختلفة في المحافظة إلى مكان الفرز وسط مدينة الأقصر.